
*إلى جندي الرادار والمضادات في قاعدة فلامنجو…*
صبيحة البارحة، ومساء أمس، وطيلة الأيام الفائتة من عمر هذا الجيش، كنت هناك… في صمتك الصاخب، تقف بثبات لا يُشترى، وعينك لا تعرف الغفوة، تتأمل السماء كمن يحرس وطناً من غيمٍ خائن أو برقٍ مشبوه.
كنت ترصد، وتصد، وتردّ، كأنك تكتب في الهواء بيانًا لا يُقرأ بالحروف، بل يُفهم بصوت الانفجارات، وبنقاط الضوء التي تشقّ العتمة.
كأنك تقول في كل طلقة، في كل صافرة إنذار:
“هذه البلاد… سماؤها وأرضها محرّمة على العدو.”
وعلى الأرض عار، وفي الجو لئام،
وأنت هناك… لا تسمح أن يُمرّ العار، ولا أن يُستباح الهواء.
سلامٌ عليك، يا من جعل من الرادار عيونًا لا تغفو، ومن المضادات درعًا لا ينكسر.
سلام على سواعدك التي لم تتعب، وعلى يقظتك التي لا تساوم.
أنت لست جنديًا فقط…
أنت صدى الوطن حين يصمت، وصوته حين يعلو.
دمت واقفًا، كما يليق برجال هذه الأرض،
وبنسائها اللاتي أرضعننا الشجاعة في المهد، وعلّمننا أن لا نركع إلا لله.
وفي البال… الكثير من الكلام،
كلماتٌ عن خناجر تُغرس في ظهر الحقيقة من وراء البحار،
عن أيدٍ ناعمة، لكنها ملطخة بخيانةٍ لا تُغتفر…
المجد لمن يعمل في صمت
#إن_دعا_داعِ_الفداء_لم_نخن
#المجد_للقوات_المسلحة_السودانية
أوشيك دورا