مقالات وتقارير

السودان بين أنياب التآمر ولهيب الصمود: معركة التحرير وكسر شوكة الخيانة…

الخرطوم فوري نيوز

كتب الأستاذ/موسى داؤد مساعد الرئيس الناطق الرسمي بإسم حركة تحرير السودان المجلس القيادي

 

السودان بين أنياب التآمر ولهيب الصمود: معركة التحرير وكسر شوكة الخيانة.

بورتسودان الجمعة 31 يناير 2025م

السودان بين نيران الحرب وخيانة العملاء، حيث تجلت أعظم ملامح الصمود والفداء في وجه مؤامرات الداخل والخارج، عندما انتفض الشعب في ديسمبر المجيد ضد ثلاثين عامًا من حكم  الإنقاذ ، مطالبًا بالحرية والسلام والعدالة، بعد أن أرهقته الأزمات، وضاق عليه العيش في وطنٍ استُنزفت موارده، وتهاوت مؤسساته، وتفاقمت معاناته بين صفوف الخبز وطوابير الوقود والمصارف العاجزة.وفي أسباب ذلك سر سيكشفها الزمن .

غير أن الثورة، التي كان يُفترض أن تكون شعاع الخلاص، وجدت نفسها محاطة بكمائن الخيانة والتآمر، إذ تدافعت الأيادي الخفية لاختطافها، وحرف مسارها عن غاياتها النبيلة، فحُوّلت إلى أداةٍ بيد الأجنبي، يخوض بها معاركه على أرض السودان، مستعينًا بمليشياتٍ لا ولاء لها إلا لمن يدفع أكثر، وساسةٍ باعوا شرف الموقف على موائد السفارات.

ومع سقوط النظام، تبوأت قوى الحرية والتغيير مشهد القيادة، لكنها لم تكن سوى واجهةٍ تخفي وراءها مخالب النفوذ الخارجي، حيث تحوّل القرار الوطني إلى بيدقٍ في لعبة المصالح الإقليمية والدولية. كانت الخطوة الأولى في تنفيذ المخطط هي تفكيك الأجهزة الأمنية والعسكرية، بدءًا بإلغاء هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة، تلك القوة المدرّبة على حرب المدن، ليفتح بذلك الباب أمام تمدد قوات الدعم السريع، التي انتقلت من مجرد قوة محدودة إلى جيش موازٍ، تضاعف حجمه في فترة وجيزة، وسط تسليحٍ ممنهج، وتمويلٍ خارجيٍ مشبوه. لم يكن ذلك إلا مقدمةً لما سيحدث لاحقًا في الخامس عشر من أبريل، عندما اشتعلت الحرب، ولم تكن حربًا تقليدية بين جيشٍ وخصم، بل كانت انقلابًا دمويًا فاشلًا، تحوّل إلى حملة انتقامٍ شعواء، أحرقت الأخضر واليابس، ودفعت السودان نحو هاوية الفوضى والدمار.

 

ما جرى منذ اندلاع القتال لم يكن سوى فصلٍ آخر من فصول التآمر على السودان، حيث انطلقت مليشيات الدعم السريع تعيث في الأرض فسادًا، فتنهب البيوت، وتنتهك الحرمات، وتغتصب النساء، وتهجّر الآلاف، وتزرع الموت والرعب في كل مدينةٍ وقرية. ارتكبت هذه العصابات فظائع تقشعر لها الأبدان، من القتل على الهوية إلى دفن الأبرياء أحياء، ومن تجويع المحاصرين إلى استخدام المدنيين دروعًا بشرية، حتى غدت مدنٌ كود النورة والجزيرة وغيرها مسارحَ لمجازر يشيب لهولها الولدان.

 

لكن وسط هذا السواد، بزغ فجر البطولة من ساحات الوغى، حيث جسّد الجيش السوداني أروع معاني الشجاعة والصمود، فواجه العدو بروحٍ قتاليةٍ لم تعرف الخنوع، وبتكتيكاتٍ عسكريةٍ استنزفت قدرات المتمردين، وكسرت شوكتهم بأسلوبٍ دقيقٍ أشبه بالحفر بالإبرة، مُستدرِجًا قوات الدعم السريع إلى معارك محكمة، حطّم فيها دفاعاتهم تباعًا، متسلّحًا بخبرةٍ طويلة، ومسنودًا بأبطال الاستخبارات والمخابرات الذين قلبوا الموازين، ليس فقط في الميدان، بل حتى في دهاليز السياسة والدبلوماسية الدولية.

 

ومن النيل الأزرق إلى سنجة، ومن جبل موية إلى مدني، كان الزحف العسكري يكتسح معاقل العدو، في معركة تحريرٍ بطوليةٍ امتدت من بحري إلى المصفاة، ومن سلاح الإشارة إلى القيادة العامة، حتى اقتربت ساعة الحسم، وأعلن الفريق ياسر العطا أن نهاية هذه الحرب ستكون في الجنينة، حيث سيتطهر السودان بالكامل، وستُزال آخر معاقل التمرد والخيانة، ليُكتب النصر بدماء الأبطال الذين جادوا بأرواحهم من أجل تراب الوطن.

 

وفي ظل هذه المعركة المصيرية، لا مجال لمشاريع السياسة الزائفة، ولا وقت لمناورات الساسة الذين اتخذوا من بورتسودان ملاذًا لهم، يحيكون المؤامرات بينما تُروى الأرض بدماء الشهداء. السودان في هذه اللحظة لا يحتاج إلى طاولات الحوار العقيم، بل إلى دعمٍ كاملٍ لمعركته المقدسة، فكل جنيهٍ يجب أن يُوجّه إلى بندقيةٍ تُقاتل، لا إلى جيوب الانتهازيين الذين يسكنون الفنادق ويبيعون الوطن بأبخس الأثمان. ولهذا، لا بد أن يكون شعار المرحلة: “جنيهٌ لعسكري، ولا جنيهٌ لعاطلٍ يسكن فندقًا!” لأن السودان لن يسقط، ولن يركع، وستظل قواته المسلحة تقاتل حتى يتحرر الوطن من رجس المليشيات، ودنس العملاء، وخبث الخونة، ليبقى السودان سيدًا حرًا عزيزًا، كما أراد له أبناؤه المخلصون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى