
القصف “العشوائي” في أمدرمان: قصص وروايات تدمي القلوب.
أمدرمان / الهضيبي يس
ما زال السودانيون يتجرعون ويلات الحرب يوميًا، دون أن يطرف للعالم طرف عين، جراء ما يتعرضون له من انتهاكات. الحرب التي ولدت العديد من القصص الإنسانية التي يكاد يصعب سردها في كتاب أو مجلدات، أصبحت حديث العامة منذ شروق الشمس وحتى مغيبها.
من بين تلك القصص ما مرت به “سعاد حامد”، المرأة التي تكاد تكون في منتصف العقد السادس من العمر، والتي تقطن في منطقة الحارة 2 بأمدرمان منذ ستينات القرن الماضي.
“سعاد”، التي فقدت أربعة من ذويها في يوم واحد نتيجة لعملية القصف “العشوائي” بعد سقوط ثلاث قذائف على منزلها، مما أدى إلى فقدانها زوجها، وأخيها، وابني عمومتها على الفور.
تقول “سعاد”: “من هول الصدمة، فقد أغشي عليَّ فور سماعي نبأ وفاة زوجي وأخي جراء سقوط القذائف على منزلنا، حيث لم أفق إلا وأنا في أحد المرافق الصحية بعد نحو عشرة أيام”.
وتضيف “سعاد”، والدموع تتساقط من عينيها: “بعد الحادثة، اضطرت عائلتي لمغادرة منزلنا الذي نشأت وتربيت فيه طوال ستين عامًا، والذي احتفظنا فيه بأجمل الذكريات. انتقلنا للعيش في أحد مخيمات الإيواء حفاظًا على ما تبقى من حياتنا”.
وتتابع: “اليوم، لم يعد لدينا أي أمل في الحياة، خاصة بعد فقداننا للمعيل الأول، وهو زوجي الذي كان يتكفل بمسؤولية الأسرة. الحرب دمرت مأوانا الوحيد الذي كنا نلجأ إليه من حر الصيف القاتل، وبرد الشتاء القارس”.
مؤكدة أن حرب 15 أبريل 2023 قد تسببت في تشريدهم وإنهاء كل بصيص أمل في الحياة والعيش بأمان وسلام، وأضافت: “الآن، فقط أتمنى الاطمئنان على أبنائي وبناتي قبل مغادرتي الفانية”.
من جهة أخرى، كشف المدير العام لوزارة الصحة بولاية الخرطوم، محمد الأمين، عن مقتل ما يقارب خمسة آلاف مواطن جراء القصف العشوائي الذي كانت تمارسه مليشيا الدعم السريع، مستهدفة المواطنين طوال الوقت.
وأوضح أن وزارة الصحة كثفت من عمل إدارات الطوارئ في مستشفيات الولاية خلال الفترة الماضية تحسبًا لأي طارئ، حيث بلغت حالات الوفيات في اليوم الواحد ما بين 10 إلى 15 شخصًا جراء الإصابات الناجمة عن سقوط القذائف التي ظلت تستهدف المواطنين بشكل عشوائي.
وأشار إلى أن المليشيا سعت إلى زعزعة استقرار المواطنين وإثارة فزعهم، دون أي مراعاة للأعراف والقوانين الدولية التي تحكم أي صراع مسلح.