
هذا ما أرى
———-—–
حسن علي عباس
——————–
من غيرنا….. ( برااااااانا بنشيل شيلتنا)
——————————
الحرب جعلت الصورة أمامنا جلية وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار… عرفنا ( عدونا من صليحنا)… فوجدنا أن الأعداء كثر.. والمحايدين أكثر.. وكذلك الصامتين والخائفين من دول الجوار والإقليم… فلا غرو فكلهم موقوذة ومتردية ونطيحة… عدا أم الدنيا… مصر… فشكرا مصر…
( وريا وسكينة) واحدة سايقة لينا ( الهبل على الشيطنة) والتانية شغالة معانا ( عصاية نايمة وعصاية قايمة)… فريا كلما سمعت لنا فقدا تأتي لمواساتنا ( بالسكليب والجقليب) منكوشة شعثاء غبراء ورائحتها كأنها خرجت لتوها من تحت ناقتها ، ثم بعد ذلك تجلس على ( صاج العواسة تعوس وتتمخط) ثم تسرق وتخرج، أما سكينة فقد فتحت صالون بيتها الأنيق العامر لاستقبال ضيوفنا من المعزين والمواسين وجاءت إلى سرادق العزاء وتحمل في يدها ( عمود الغدا)… ماقصرت.. وهي تسمع ( السكليب الحاااااار) لريا فتقالدها وتسكب معها دموع التماسيح..
أما الذين سمعوا بفقدنا من بني جلدتنا وبني عمومتنا وهم بعيدون عنا فآثروا مواساتنا ولكن الطريق بعيدة ووعرة وعصية ، ( فرشوا) في ديارهم ولكنهم دخلوا إلى السراق بعد أن قضوا الليل في الحانات حتى الصباح فلم يعرف بعضهم بعضا وأخذوا يهرفون في عزائنا… عموما ( كتر خير الجميع فالدم والفقد واااااااحد… والفيهم إتعرفت)..
والخلاصة التي نخرج بها من فقدنا في هذا الوطن أن لا أحد يؤلمه جرحنا… ولا أحد يعنيه أن نغتال في كرامتنا… ولا أحد يعنيه أن نفقد إنساننا وإنسانيتنا بل وحتى وطننا.. فلا أحد يعنيه نزوحنا وتشردنا وضياع مستقبل أطفالنا.. لا أحد يعنيه أن يصيب وطننا أي مكروه كان.. فالكل يرتدي الف قناع ويتحدث بألف لسان لذا فيجب أن نعي الدرس من هذه الحرب إذ وجدنا أنفسنا نقاتل وحدنا… لذا يجب أن نسترد كرامتنا وحدنا وبقوتنا لان ما أخذ بالقوة لا يتسرد الا بالقوة… وحدنا يجب أن نسترد كرامتنا ونفرض سيادتنا وإحترامنا على العالمين… فكل ما تمت دعوتنا اليه يجب الا نعيره أي إهتمام والا يعني لنا شيئا غير أنها فقط موائد يجتمع حولها اللئام… يجب أن نأخذ الطريق الذي نريد لنصل إلى المنتهى الذي نريد من عزة وكرامة وسيادة… ( وبرااااانا بنشيل شيلتنا).
———————-
من غيرنا…
هزم المحالات العتيقة وانتضى سيف الوثوق مطاعنا..
ومشى لباحات الخلود عيونه مفتوحة…
وصدوره مكشوفة بجراحها متزينة…
متخيرا وعر الدورب وسائرا فوق الرصاص منافحا…
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة والجراح الصادحة..
ولك الحضور هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحة…
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا…
جيل العطاء…
أبدا يذل المستحيل لعزمنا وسننتصر..
وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى..
ونحمل عبء أن نبني الحياة ونبتكر…
أو كما قال الراحل ود المكي…