مقالات وتقارير

دي كانت حكاية..أطول من ليالي ..ما ليها نهاية..

بورسودان فوري نيوز

خارج الصورة

كفاية ..كفايا

دي كانت حكاية..أطول من ليالي ..ما ليها نهاية..

هذه الأغنية تطربني حد الطرب..وكذلك غيري..عندما نسمعها بصوت فنانها ملك الطرب..عبد العزيز محمد داؤد…

كفاية ..حكاية أخري أشجتني علي ساحل البحر الاحمر ومطره صباحية تستهل بشائر خريف او قل شتاء قادم علي هذا الجزء العزيز من الوطن..مطره تغسل حرارة الصيف وتخفف لسع البعوض ووطأة الرطوبه التي لا نعرفها نحن سكان الداخل في رحلة النزوح الي مناطق تيارات البحار ومدها وجذرها وهواءها المخلوط بذرات الملح…

كفاية ..حكاية وطنية اهدانا لنا صديقنا الصحفي هاشم عمر انا وصديقي عاصم البلال..لقد درج هاشم منذ قدومنا لتنظيم زيارات كثيرة ومتعددة لأمكنه وشخوص يعتقد انها تثير اهتمامنا وتلبي بعض فضولنا الصحفي الذي ربما بدأ رحلة السكون والاضمحلال بفعل كم فاعل.

هذه المره..الرحلة رفعت حاجز الدهشة وإرتفع معدل الفضول الي أعلي من المألوف..

إعتقدنا اننا نشم ريحة البحر فتسربت الي أنوفنا الرائحة التي ألفناها وأدمناها..ريحة الحبر والمطبعة والورق وهدير الماكينات وغرفة المونتاج وما أدراك ما المونتاج والبليتات. ..نبدأ الحكاية..يقول هاشم ونحن ننزل قبالة مبني أبيض أنيق.. هذا المبني كان قديما ومهجورا .داخله مطبعة الكفاية التابعة للشرطة..يستقبلنا لواء شرطة عادل حسين مدير الادارة العامة لصندوق التأمين الاجتماعي للشرطة ..ومعه عقيد شرطة ياسر محمد طه مدير المطبعة..اول الحكاية معروفة فقد دمر التمرد مطبعة الشرطة العريقة والشهيرة في الخرطوم. ولحقت بما حاق من مقدرات الوطن من تخريب شامل وممنهج من ميليشيا التمرد الغاشم والغشيم..

اغنية كفاية تحمل مفردات الالم والشجن والسهاد وضياع الزمن. عادل حسين ومجموعته..ودعوا الاستسلام والبكاء علي الاطلال .واللبن المسكوب .وعزفوا كما الثلاثي . عبد العزيز ومحمد عبد الحي وساحر الألحان برعي محمد دفع الله..ومن بين الاطلال القديمة في بورتسودان والمبني المحترق في الخرطوم. قامت بناية حديثة .ازالوا الانقاض. والاشجار القديمة..واكتست الجدران بالوان زاهية تحكي قصة الأمل ومسيرة الحياة..واستجلبوا ماكينات جديدة ومواصفات افضل وتقنية تواكب خط الطباعة الحديث تصميما وفرزا للالوان وجودة في الورق. ومهارة في اليد العاملة. يقول اللواء عادل حسين (فتشنا ناسنا وجبناهم بورتسودان وبدينا من حيث انتهينا)…انها عزيمة البوليس وحسن الإدارة والتصرف والعمل تحت(الضغط)..في الداخل رأينا صور المبني قبل وبعد.الاناقه ..والهدوء والنظام مفردات الداخل..مطبعه حديثه تلبي طلبات الشرطة وحاجه السوق واستعداد كامل لدخول السوق التجاري..صحف ومجلات..طفنا وأدرنا أحاديث ممتعه مع العاملين طالما افتقدناها. من أطياف الكلام تشعر بالرضا الوظيفي .وروح الانتماء والاخلاص في العمل.

المكان يمنح المرء طاقة إيجابية بأن هناك مساحه لنا جميعا للنهوض من جديد. راودني حلمي المتجدد في اصدار صحيفة ومجلة ويبقي التحدي قائما والنجاح ليس بعيدا. كما فعلت الشرطة ممثلة في اللواء عادل حسين. والصندوق. وكفاية.

شكرا للزيارة..وشكرا ليد تبني وتعمر في زمن الخراب والدمار.

وكفاية. كفايا. كانت حكاية..ما ليها نهاية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى