
نصر جديد في البحر بطلته الكنداكة الخالدة “ريناس”
• قصة نجاح وانتصار جديد نعيشه اليوم، بطلته الكنداكة أماني ريناس، إحدى الاسماء الخالدة في تاريخ بلادنا. القصة تروي فصولها وحكايتها رائدة الإنجاز، مجموعة تاركو التي ملأت سماءنا إنجازًا واتجهت إلى البحر لتزينه بعطائها من خلال تدشين باكورة أحدث شركاتها في مجال النقل البحري، الباخرة “ريناس”، وهو اسم خالد يحمل في طياته الكثير بالنسبة لنا نحن نساء السودان.
• فصاحبة الاحتفاء اليوم هي “ريناس”، وهي الملكة أماني ريناس، الكنداكة (تسمية الحاكمات الإناث في الممالك النوبية) التي حكمت مملكة كوش الأفريقية القديمة وعاصمتها في مروي. خلال فترة حكمها، نجحت في قيادة الجيش الكوشي ضد الرومان في حرب استمرت حوالي خمس سنوات، طردت الجنود الرومان وأسرت منهم البعض. وحتى تكتمل خطتها، انتزعت منهم التمثال الذهبي للإمبراطور الروماني أغسطس. وبذلك كانت الضربة قوية للروم، وكانت الرسالة شديدة اللهجة بأن أرض السودان لها من يحميها.
• وقد استمر إرث ريناس في الدفاع عن مملكتها، وبعدها جاءت الملكتان أماني شاكيتو وأماني تور، وواصلتا نهج التصدي للرومان. وسجلتا للمرأة السودانية تاريخًا لا يمكن نسيانه، يمتد إلى يومنا هذا، حيث تقدم المرأة السودانية أقوى صنوف الصبر والصمود في معركة الكرامة.
• وإذا كنا نسعد بانتصارات جيشنا في حماية أرض بلادنا من مليشيات الهمج وتقدمه في كافة محاور القتال، مسنودًا بالتأييد الشعبي الكاسح، فإننا نسعد أيضًا بالإنجازات الوطنية التي تحققها تاركو، المشهود لها دورها منذ تدشين اسمها العملاق عام 2009، وصولًا لإطلاقها اليوم باخرتها “ريناس” التي تنقل في الرحلة الواحدة 1700 مسافر ونحو 3000 طن من البضائع. وفي معركتها الكبرى ضد الرومان، قادت الملكة ريناس 30,000 مقاتل وسحقت الرومان. وقبل يومين، أعلن الرئيس البرهان أن 30 متحركًا للجيش يقودون حربًا لسحق تمرد عصابة آل دقلو الإرهابية. ربما هنا سر في الرقم “ثلاثة”.
• أحدثت مجموعة تاركو خلال سنوات عمرها الزاخرة بالنجاح والتفوق نقلة نوعية لدعم الفرص الاستثمارية، وتحفيز قطاع الأعمال وقطاعات التنمية والتطوير والتحديث والبناء. ارتقت بتطلعاتها درجات ومراتب أعلى مما تتطلع له المقترحات والأفكار التقليدية، وساهمت مساهمة جبارة في النهوض بقطاع النقل وتطويره. واليوم، تقدم حلقة جديدة من حلقات التنمية والتطوير والبناء والتحديث.
• وفي طريقها نحو الإنجاز، حددت تاركو البحرية رؤيتها في الأمان، الجودة، الابتكار، والاستدامة، وأهدافها في تعزيز السلامة عبر برامج ابتكار الأمان، وتحقيق الريادة في الاستدامة البحرية، وتطوير وتنفيذ برامج مبتكرة للسلامة البحرية تتجاوز المعايير التقليدية، وتوسيع التأثير الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات المحلية. وهو من الأهداف المهمة في إطار المسؤولية المجتمعية، ولدى تاركو فيها قدح معلا.
• شكرًا من القلب لإطلاق اسم كنداكتنا ريناس على باخرتكم، وهي باخرة السودان وشعبه. شكرًا لربطكم الماضي بالحاضر عبر جسر يسرد حكاية النصر والمجد، لتكون دافعنا اليوم لغدٍ أجمل، ولنبني من جديد وطنًا نقيًا لا ينكسر ولا ينهزم أمام الطغاة الظالمين.
• إن مشاعر الفرح والسعادة والفخر تختلط في هذا اليوم الذي يتزامن مع اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة، التي خطفها مجرمون وباعوها في سوق العمالة والارتزاق لمن يريد تدمير هذا الوطن العظيم ونهب موارده.