
سارة الطيب تكتب…. البرهان عافية الوطن
قيد المولى جلا في علاه ان اكون شهودا لإطلاق سيد معركة الكرامة الكاهن أسدنا فخامة الرئيس البرهان مبادرته لعافية الوطن وقد جاءت في وقت تنمو فيه الأحلام من تحت ركام الحرب، ويبحث الناس عن بارقة أمل تشدّهم إلى الحياة، جاءت لتعيد زرع الرجاء في قلوب أنهكها الحزن، وتفتح بابًا جديدًا للعطاء والإعمار.
عافية وطن ليست مجرد مبادرة لدعم أسر الشهداء والنازحين والمتضررين من ويلات الحرب، بل هي رسالة حقيقية بأن الوطن لا ينسى أبناءه، وأن دموع الثكالى وآهات الأرامل وأنين الجرحى، لها مكان في صدر القيادة، ولها وزن في ضمير الأمة.
حين أطلق الرئيس البرهان هذه المبادرة، كان صوته يحمل أكثر من الكلمات. كان يحمل العهد بأن السودان، رغم جراحه العميقة، لن يسقط، وأن كل بيت فقد عزيزًا، وكل روح شردتها النيران، ستجد يدًا تمتد لها، تربت على كتفها، وتقول لها: “لسنا ببعيدين عنكم، ولن نترككم وحدكم.” وتؤكد ان القصاص آت لا محالة.
مبادرة عافية وطن تتجاوز مجرد تقديم المساعدات؛ إنها محاولة حقيقية لإعادة ترميم المجتمع من الداخل، وإحياء قيم التضامن والتكافل التي طالما كانت زاد السودانيين في أصعب اللحظات. هي جسر بين الحاضر المثقل بالألم والمستقبل الذي نحلم به، حيث يعود النازحون إلى ديارهم، ويبتسم اليتامى، وينهض الوطن بجراحه ليكتب تاريخه من جديد.
قد لا تداوي الأموال وحدها القلوب المنكسرة، لكن حين تمتزج بالعاطفة الصادقة والإرادة السياسية الحقيقية، فإنها تصبح بداية الطريق نحو شفاء شامل: شفاء للأرض، للناس، وللروح السودانية التي لم تعرف الانكسار.
اليوم، ونحن نرى مشروع قوافل الخير وضعت لبنته باسم “عافية وطن”، نستشعر أن السودان، رغم الدماء والدموع، لا يزال قويًا بأبنائه، متماسكًا بعزيمتهم، حيًا بنبض الوفاء لدماء الشهداء ومعاناة المتضررين.
إن مبادرة “عافية وطن” ليست فقط مشروع دعم إنساني، بل هي نداء لكل السودانيين أن يتكاتفوا، أن يتركوا الخلافات خلفهم، وأن يضعوا يدًا في يد لبناء وطن يستحقه الجميع.
البرهان عافية الوطن، وعافية الوطن في أن نؤمن أن السودان سيعود كما كان، بل أقوى، وأجمل، وأبقى.