
سارة الطيب تكتب :الهلالية.. الحبل على جرار الموت
• سادتي.. ما يزيد عن الأسبوعين مرّت والحبل هناك على جرار الموت ، ولا حياة لمن تنادي، نحو 300 شهيد وشهيدة، والموت يرفرف باجنحة ثقيلة يخيم في ارجاء تلك المدينة الوادعة التي يحبها كل اهل السودان، إنها (الهلالية) ولكنها اليوم تبكي بدموع من الدم .
• 300 روح يتردد صداها هناك حيث يلف الصمت كل شي ويسيطر الظلام بعد ان انطفأت تلك النجوم قبل اوانها ولم تكتمل حكايتها ولم ترى النور اماني لصباحات مشرقة، ولم تبقى سوى قلوب تئن بالالم فوق كل احتمال.
• قبل ساعات وقعت عيناي على مشاهد حية من هناك يعنونها مرسلها بانك اذا لم تشاهد حال من بقي في مدينة الهلالية المحاصرة منذ اسبوعين، فهذه مشاهد حية من هناك ربما تجسد اللحظات الاخيرة في حياة بعض الابرياء الذين يحاصرهم الجوع والمرض وما هو اصعب منه المليشيا الخارجة من مألوف البشر والانسانية.
• والوجع في دواخلنا ماذا ينتظر قادتنا لنجدة اهل الجزيرة من الابادة، إلى متى؟ كيف ينامون؟ بماذا يشعرون؟ لماذا حتى يتبسمون ويخلدون للنوم وحياة الالاف من الابرياء تحت سيف الموت الذي يحمله قاتل ليس في قلبه مثقال ذرة من انسانية أو رحمة أو ضمير.
• يا مليشيا حميدتي لماذا تصرون على الاستمرار في ان يدفع هؤلاء الابرياء الثمن لتحقيق احلام كذوبة لزعيمهم واسرته العملية، عن ماذا تبحثون، وهل تظنون انكم في هذه الدنيا خالدون، ام ان الموت الذي تنشرونه في كل مكان لن يصلكم يوماً ليبدأ بعدها حساب إلى يوم يبعثون، ويوم تقفون هناك في الموقف العظيم ومن قتل نفسا بغير حق كانما قتل الناس جميعا.
• يا من تتواجدون في المناطق الآمنة الآن وانتم كما تتفرجون على دراما دموية في شاشات السينما أو التلفاز علينا جميعا ان نستيقظ ونتحد واذا اصابت الحمى جسد واحد منا علينا كلنا السهر، علينا ان نتحد الآن لندرك ما تبقى من ارواح، ونعلم ان الآوان قد فات .
• اي أوآن لم يحن بعد أمام هذه المحنة وأمام كيفية التعاطي السلبي معاها من الشعب ومن قادته وكأنما ولاية الجزيرة في بلد لا يعني لهم شيئا ولا لشعبه قيمة عندهم.
• لماذا الاصرار على شيئين: التجاهل وعدم الاسراع لنجدة اهل الجزيرة ولماذا الاصرار من مليشيا حميدتي على التنكيل بإسان الجزيرة الذي قدم للسودان بكل سحناته وقومياته واثنياته كل الخير والمحبة والاحترام، هل كانت طيبة اهل الجزيرة هي السبب لكل هذه المجازر وكل هذه الوحشية المفرطة.
• اعيد التفكير عشرات ومئات المرات حول هذا الاستهداف لإنسان الجزيرة، ولا اجد هل هو الحقد ام الحسد أم ماذا .. ولكن بعد الذي يحدث أذا امد الله في الآجال وانتهت هذه الحرب الملعونة وستنتهي بإذن الله طال الزمان او قصر، سترون من اهل الجزيرة ما لم تعرفونه من قبل، وسيضع اهل الجزيرة ميزاناً لحساب عسير، لن ينجو منه باذن الواحد الاحد من تعدى ومن ظلم الجزيرة واهلها ولو بحرف واحد .
اللهم صبرا وقوة نلملم بها الجراح ونضمد بها القلوب المنكسرة