أخبارمقالات وتقارير

سارة الطيب تكتب في الصمت ممنوع… ما هذا التوحش الجنسي أيها اللئام؟؟

الخرطوم فوري نيوز

سارة الطيب تكتب في الصمت ممنوع… ما هذا التوحش الجنسي أيها اللئام؟؟

• ما هذا الذي يستمر في حربك المجنونة، أيها المجرم الكذاب حميدتي؟ إلى متى تستمر حربك على أجساد نساء وفتيات السودان؟ هل وُلِدتَ أنتَ ورجالك الملاعين من قلب حجر أصم لا يحس ولا يشعر؟ ما كل هذه الوحشية ضد النساء؟ ألم تلدكم امرأة؟ ألم تتزوجوا النساء؟ ألم تنجب لكم النساء أطفالكم؟ ألم تداوي النساء كل آلامكم وجراحاتكم؟
• بالله عليكم، ألم تمر بكم لحظة واحدة، وأنتم تنظرون إلى أمهاتكم وزوجاتكم وبناتكم وأخواتكم؟ أليس فيكم من يتذكر أن الدائرة قد تدور عليهم؟ ألم تتذكروا قيم الإنسانية ولا حرفاً من الدين الإسلامي أيها اللئام؟ ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
• قلوبنا تكاد تتوقف من الألم والحسرة ونحن نطالع خبرًا بالأمس عن إجراء 9 عمليات إجهاض لمغتصبات من إحدى قرى شرق الجزيرة. ومن بين المغتصبات، اثنتان من الكوادر الطبية تم اختطافهن من مستشفى في شرق الجزيرة. والخبر ليس سوى نقطة في بحر من أوجاع النساء، وهو رأس جبل جليد لم يتحدث عنه بعد من التوحش الجنسي الذي تعرضن له على أيدي هؤلاء الغزاة.
• أنا على يقين أنه على رأس كل ساعة، إن لم يكن دقيقة، هناك امرأة تُنتهك إنسانيتها في حرب بلا هدف سوى ممارسة الرذيلة. يقوم الأجانب باغتصاب البريئات تحت تهديد السلاح، تاركين وراءهم ألماًً في القلب لا يزول، وذكريات مريرة محفورة في أذهانهن وعلى أجسادهن نتيجة جريمة لا يجب أن تسقط بالتقادم. ولا يجب أن تكون الضحايا مجرد أرقام وإحصائيات، فالعنف الجنسي المرتبط بالحرب هو جريمة حرب لا ينبغي أبداً أن يفلت مرتكبوها من العقاب.
• وأي ألم تتحمله العفيفات الشريفات في رحلة ما بعد كارثة الاغتصاب الوحشي، بين الإجهاض أو الولادة، والتعرض للنبذ المجتمعي والأسري حتى من أقرب الأقربين؟ إنها حالة تفتح باباً أسوداً ربما يقود إلى الانتحار. أي موت مضاعف وأي عذاب تصنعونه على أجساد النساء؟ لعنة الله عليكم.
• وأي ثمن باهظ تدفعه نساءُ بلادي لتحمل هذه الويلات والعذابات؟ ليس الاغتصاب وحده ما يعذبهن، بل هناك إنجاب جيل جديد يضاعف الفواجع. حيث تموت الأجنة في بطون الأمهات بسبب انعدام الغذاء والدواء والرعاية الطبية وسط مآسي الجوع والخوف والأوبئة التي تملأ كل مكان، النساء يسِرن لمسافات طويلة هرباً من مناطق الاقتتال، ويحملن أمتعتهن على رؤوسهن في ظل تقطع السبل بهن، بينما يموت الأطفال على الطرقات وفي مراكز الإيواء البائسة. أي مشهد من العذاب تصنعونه أيها الأشرار؟
• حتى من لم يستطعن الهروب، هناك مخاطر شديدة بسبب المواد الكيميائية الناتجة عن الأسلحة المستخدمة في مناطق الاقتتال. هذه المواد تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، مثل مادتي الفسفور والرصاص المنتشرتان وسط المناطق السكنية. تنتقل هذه المواد إلى الدورة الدموية عبر الاستنشاق المباشر، مما يسبب خللاً فيها ويؤدي إلى انفصال المشيمة، ما يؤدي إلى موت الجنين أو إجهاضه. وربما تسبب موت الأم إذا استنشقت كميات كبيرة بشكل متكرر.
• إن المرأة في بلادي تُقتل ألف مرة ومرة، وإذا كان المجرمون مبتهجون بإذلالها، فإن انكسارها أكبر بالخذلان من الرجال الذين لا يزالون بعيدون عن سوح الدفاع عنها، وعن أرضهم وشرفهم. عليهم أن يعلموا أن هذا التوحش الجنسي لم يستهدف النساء فقط، بل شمل الرجال أيضاً، وإن كان بشكل أقل، كما أن الرجال لا يتحدثون عما حدث لهم، ولا يطلبون الدعم أو يوثقون الجرائم التي تعرضوا لها بالرغم من معاناتهم، وذلك بسبب الوصمة المجتمعية التي تواجه الرجل الناجي من الاغتصاب، لأن ذلك يعد انتقاصًاً من رجولته، جرائم الاغتصاب مليئة بالإذلال الذي لا يتحمله بشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى