مقالات وتقارير

سارة الطيب تكتب…مليشيا الظلام تسقط أمام امتحان النور…

الخرطوم فوري نيوز

سارة الطيب تكتب…مليشيا الظلام تسقط أمام امتحان النور

يلا يا اولاد المدارس
في ربى السودان وسهله
يلا شخبطو في الكراريس
اكتبوا الواجب وحلوا
حرب بتضيع ولادنا
يلا يا اولاد المدارس
هاتو من القلب غُنية
للخضار والازدهار
للسلام والتنمية
للعصافير المهاجرة
تبني عشها مرة تانية
* واحدة من أروع ما تغنت به عقد الجلاد، وكانما كتبت كلماتها في واقعنا اليوم، ان الحرب تضيع أولادنا وعلينا ان ننتصر لهم، بحلول السبت 28 ديسمبر 2024 تبلغ معركة التعليم وهي الأهم، ذروة سنامها بانعقاد امتحانات الشهادة السودانية لنحو 70% من الطلاب المسجلين في كل انحاء السودان، على امل ادراك البقية في النسخة الثانية في مارس المقبل باذن الله.
* حاولت مليشيا الجهل والظلام ان تعيق انعقاد هذه الامتحانات بشتى الوسائل، ونتوقع ان تستمر محاولاتها، لانها في الأساس هي قوى للظلام ولا تريد النور، فالعلم نور، ولولا الأمية لما حصد السودان هذه المآسي من هؤلاء الجهلة.
* في احدى لقاءاته مع قادة سودانيين قال لهم الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي اخرج بلاده من ظلام الحرب الاهلية الأعنف في التاريخ الافريقي، قال ان الوصفة الأكثر نجاعة لانهاء كل الفتن ومحاربة الظالمين والمجرمين هي العلم، يجب ان يتطور ولا يتوقف لانه سيكون الترس الواقي والأقوى أمام لغة الحرب والرصاص والفظائع.
* لاشك ان استمرار التعليم في أوقات الحروب والنزاعات يعد أمراً بالغ الأهمية للعديد من الأسباب، على رأسها تعزيز القدرة على التعافي وإعادة بناء المجتمع على المدى الطويل، والحفاظ على الأمل والمستقبل، ففي أوقات الحروب، يكون الأطفال والشباب الأكثر تأثرًاً، حيث يمكن أن يكون التعليم هو الضوء الذي ينير لهم طريق المستقبل. يساعد التعليم في تعزيز الأمل في أوقات اليأس ويعطيهم الأدوات اللازمة لبناء حياة أفضل في المستقبل. كما يساعد في إبعادهم عن الانخراط في أعمال العنف والتطرف، حيث يشكل التعليم بديلاً إيجابياً للفراغ والظروف الصعبة.
* كما يوفر التعليم في أوقات النزاع بيئة آمنة للأطفال والشباب، بعيداً عن العنف والتشرد، من خلال التعليم يمكن للأطفال البقاء في مكان آمن يُحتفظ فيه بنظام حياتهم المعتاد إلى حد ما، مما يساهم في تعزيز استقرارهم النفسي، علاوة على ذلك يمكن للتعليم أن يكون بمثابة أداة للوقاية من التجنيد القسري أو الاستغلال من قبل الجماعات المسلحة.
* ان الأمم التي تحتفظ بمستوى عالٍ من التعليم، حتى أثناء النزاعات، تُعتبر أكثر قدرة على التعافي بعد انتهاء الحرب، إذ يمكن للطلاب المتعلمين أن يسهموا في إعادة بناء المجتمع، سواء من خلال تطوير الاقتصاد، أو إصلاح البنية التحتية، أو تعزيز المؤسسات الحكومية. التعليم يوفر المهارات الضرورية لتطوير المجتمعات المحلية في أعقاب الحروب والنزاعات بما يعجل من عملية التعافي والاستقرار.
* كما ان التعليم يُعتبر أداة قوية في تعزيز السلام وبناء علاقات من التعاون والمصالحة بين أطياف المجتمع المختلفة. في بيئات ما بعد النزاع، يكون التعليم وسيلة لنزع فتيل التوترات وتعليم الأجيال القادمة قيم السلام والتعايش السلمي.
* غياب التعليم دون شك له تأثيرات اجتماعية ونفسية قاسية على أطفالنا، فضلاً عن التأثير في الاقتصاديات المحلية والوطنية. فالمجتمعات التي تفقد طاقاتها البشرية المتعلمة تعاني من تبعات اقتصادية طويلة الأمد، لأن فقدان رأس المال البشري المدرَب يعرقل تنمية القطاعات المختلفة، وبالتالي فإن التعليم يعتبر استثماراً مستقبلياً حيوياً حتى في أوقات الأزمات.
* إن استمرار التعليم في أوقات الحروب والنزاعات يعد أمراً بالغ الأهمية لتمكين الأجيال القادمة من التغلب على آثار هذه الحروب وبناء مجتمعات أفضل وأكثر استقراراً على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه التعليم في بيئات النزاع، إلا أن الحفاظ على استمراريته يساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً وآمناً.
* نرفع اليوم القبعات تحيةً وشكراِ لرجال النور رُسُل الإنسانية المعلمين في شتى بقاع السودان الذين يربطون حجراً على حجرٍ في بطونهم في معركة الشهادة السودانية وغدا تخرج الازاهير لتملأ شوارع السودان وهي تخطو لمراكز الامتحانات لتمنحنا الامل بان جيلاً قادماً بشموع الأمل سينير دياجير الظلم والظلام في بلادنا وإلى الأبد بمشيئة المولي القدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى