
سارة الطيب
الصمت الممنوع..
كسر الجبل…صعب
ربما هي المرة الأولى التي لم ينظر فيها اهل السودان بكثير اكتراث بقرار ضد بلادهم رغم كثرة القرارات الا مريكية ضد السودان وهو القرار الأمريكي بحق الرئيس وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وذلك لتاكدهم من ظلم صاحب القرار في حقهم اولا قبل رئيسهم وليقينهم بأن الهدف واضح وهو المزيد من الدمار بوطنهم وعكس توقعاتهم فقد كان القرار
مصدر السعادة للسودانيين لانه يمثل مقياسًا حقيقيًا ينفي أي احتمال لعمالة أو انحناء أو انكسار أمام أمريكا ومن خلفها اللوبي الصهيوني المعروف بعدائه لأمتنا، وهو أمر ليس بجديد.
تحت أي مبررات وذرائع تتحدث أمريكا، أكثر دولة في العالم انتهاكًا لحقوق الإنسان، وفي إشعال الحروب لبيع أسلحتها؟
أما الأهم، فهو تأثير تلك العقوبات التي تحاول بها أمريكا تركيع الدول والشعوب، فقائمة تطول من الدول والقادة الذين تعرضوا لعقوباتها منذ سنوات طويلة. فما الذي حدث؟ وما هو التأثير؟ دعوني أذكر بعض القادة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرضت عليه عقوبات تحت مزاعم التورط في الحرب الأوكرانية (2014) واحتلال شبه جزيرة القرم، والتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بسبب مزاعم انتهاكاته لحقوق الإنسان في فنزويلا وتدهور الوضع السياسي في البلاد.
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بسبب برنامج إيران النووي.
الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بسبب برنامج الأسلحة النووية، والتجارب الصاروخية.
الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي بسبب ما اعتبرته ممارسات فاسدة خلال فترة حكمه الطويلة.
هذه نماذج، فهل أثرت العقوبات على سيادة روسيا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها؟ كل ما تقدم هو مجرد لمحة تبين أن هذه العقوبات تهدف إلى التركيع فقط، لا أكثر.
أما بالنسبة لفخامة الرئيس البرهان، فإن الخطأ الأمريكي يتضاعف.
أولًا: العقوبات تساوي بين البرهان وقادة الميليشيا الإرهابية، على الرغم من علم أمريكا القاطع بأن البرهان يقود القوات المسلحة التي تدافع عن سيادة الدولة وأمنها، في حين أن مليشيا الدعم السريع مسؤولة عن العديد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين. فكيف يتم معاقبة شخص يقاتل دفاعًا عن وطنه وشعبه؟
ثانيًا: القوات المسلحة السودانية لعبت دورًا محوريًا في حماية الدولة من خطر التفكك نتيجة للنزاع الداخلي، ومن غير العادل فرض عقوبات على القيادة العسكرية التي تواجه تهديدًا داخليًا مع وجود مجموعة مسلحة تسيطر على مناطق واسعة وتهدد وحدة البلاد.
ثالثًا: إن فرض العقوبات على البرهان استند إلى تقارير مغلوطة وبيانات غير دقيقة واستنتاجات غير موثوقة تفتقر إلى الشفافية، وتتضمن نسب انتهاكات للجيش وهي في الحقيقة تصرفات فردية أو نتائج لتوترات عسكرية غير مقصودة.
رابعًا: التأثير السلبي على الشعب السوداني عندما يتم استهداف رمز عزته وكرامته.
خامسًا: التأثير السلبي على أي عملية محتملة للسلام، وخلق بيئة غير مواتية لاستمرار جهود الوسطاء، وخاصة الوساطة الأمريكية-السعودية عبر منبر جدة التي فشلت في إقناع الجنجويد بمغادرة منازل المدنيين حتى يومنا هذا.
سادسًا: إن فرض العقوبات هو جزء من استراتيجية الضغط الخارجي التي تهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية للسودان دون مراعاة للواقع المحلي والظروف الخاصة بالصراع. الأمر الذي قد يفاقم حالة الاستقطاب بين مختلف الأطراف السودانية ويزيد من معاناة الشعب دون التأثير الحقيقي على موازين القوى في السودان.
إن أمريكا من خلال عقوباتها أوضحت نواياها الحقيقية، حتى لمن أغلقوا أعينهم عن حقيقة أن “أمريكا ليست طيبة ولا محترمة ولا عادلة”. هي تريد المزيد من الاشتعال في السودان وإضعافه لتستطيع التهامه، لكنها تعلم جيدًا أنه إذا فتحت فمها لالتهام السودان، فإن البرهان سيمنحها في داخله”حجرًا أو صاروخًا”، وحينها سيصيح الشعب: “دبل ليهم”.