مقالات وتقارير

عقيد شرطة مرتضى العالم يكتب … السجون براءة الذئب من دم يوسف –2

الخرطوم فوري نيوز

إيقاع الأنامل

عقيد شرطة : مرتضى العالم

السجون براءة الذئب من دم يوسف –2

عود على بدء نستأنف ما أنقطع من حديث عن السجون ونطرق الباب مستأذنين الدخول لنحظى ونتزود بنظرات إستكشافا لأغوارها وعوالمها كما أستأذن من قبل شاعرنا المخضرم محمد حامد أدم فى رائعته ياضابط السجن التى تغنى بها الفنان الراحل المقيم (بلوم الغرب) عبدالرحمن عبدالله ياضابط السجن إذنك لحظة واحدة ياضابط السجن أتزود بنظرة وأرجع أنسجن وقد إرتبطت هذه الكلمات بوجدان الشعب السودانى لصدق المشاعر وشدة الوله والشوق الذى عبرت عنه بجزالة كلماتها ورصانتها وعذوبة لحنها وروعة وجمال أدائها بصوت شجى طروب ونغتنم الفرصة بمرافقة أول نزيل إلى داخل أسوار السجن لنتعرف على طبيعة الإجراءات من لحظات الإستقبال ( الأمد) وحتى لحظات المغادرة والخروج (الرفت) وبالمناسبة فإن دفتر الأمد والرفت من أهم الدفاتر العاملة فى سجلات السجون لأنه الضابط والحاكم لعمليات الدخول والخروج وهو دفتر تتم عبره عمليات حساب مدة الحكم الدقيقة للنزيل بعد إسقاط ربع المدة ويشار فيه لتاريخ الخروج بالساعة واليوم والشهر والسنة حسب تبويب فقراته وصفحاته طويلة الأمد لذا نجد أن أول عمل تقوم به سجلات السجن ويوميا هو مراجعة هذا الدفتر لمعرفة المفرج عنهم من النزلاء فى هذا اليوم المحدد ويحدد ذلك منذ لحظة مقابلة النزيل وفتح ملف خاص ببياناته الشخصية وعنوانه وأسباب السجن والسلطة الأمرة بالسجن وساعة ويوم دخوله وإطلاق سراحه علما بأنه لا يسمح البتة قبول أى أى شخص دون أمر حبس مشروع من جهة مختصة تدون تفاصيله سلفا فى السجل والنزيل إما أن يكون محكوم بحكم قضائى صادر من محكمة مختصة أو منتظرا وهو الذى لم تفصل المحاكم والنيابات فى أمره مابين الإدانة والبراءة وهو من جهة قانونية يتبع للجهة النيابية أو القضائية التى أمرت بإيداعه السجن وحتى عملية حراسته من والى السجن تتم تحت مسئؤلية هذه الجهات ويتبين من ذلك أن النزيل بالسجون إما أن يكون محكوما بحكم قضائى جنائى أو مدنى صادر من محكمة مختصة أو منتظرا تجرى إجراءات محاكمته ويشمل كذلك أولئك الذين تطبق بحقهم تدابير أمنية أو تدابير إصلاحية أمرت بها المحكمة وعند إستلام النزيل بالسجن تنتهى مراحل كثيرة من إجراءات الشكاوى وفتح البلاغات واوامر القبض وجلسات المحاكم بمراحل تقاضيها المختلفة فالسجن يكفيه وصفا ومدحا وإحترافية ومهنية أنه خاتمة المطاف لأعمال القضاء والنيابة والشرطة العامة بكافة أقسامها ووحداتها المختلفة فعند أبوابه تنتهى كافة مراحل ودرجات التقاضى والفصل بين الخصوم ورد المظالم والحقوق إلى أهلها نصرة للمظلوم وعقابا وردعا للظالمين ونظرا من هذه الزوايا فإن السجن يعمل على تطبيق القواعد والقوانين واللوائح بصورة حيادية من غير تمييز فى المعاملة بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأى السياسى وغيره ويتم وفق ذلك إحترام المعتقدات الدينية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية وتتمثل أهم غايات وأهداف السجن فى رعاية المصالح وتحقيق المنافع العامة للمجتمع وذلك بحفظ الضروريات وحماية المجتمع من عمليات الدمار والخراب والوقوع فى براثن الإجرام والمعاصى والأثام ويتأتى ذلك من خلال عزل المجرمين عن بقية مكونات المجتمع وشرائحه مع تكثيف عمليات الإصلاح والتهذيب لهذه الفئة التى عصفت بها الأقدار وعبثت بها يد الهوان والإفساد وألجأتها فى أخر المطاف إلى غياهب السجون ونمسك عن الحديث بمضى نصف الزمن ونضع القلم على أمل بمواصلته بإذن الله تعالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى