
في لحظة هادئة من فجر اليوم، شقّت مياه نهر القاش المتدفقة من المرتفعات الاريترية طريقها إلى مدينة كسلا، معلنة بداية لا تُعرف ملامحها بعد… بين الأمل الذي يحمله المزارعون، والمخاوف التي تختبئ خلف السدود الهشّة، يتحسس الجميع خطى موسم قد يكون كريماً… أو جارحاً.
ويعدّ تدفق مياه القاش فألاً طيباً لأهالي كسلا، لاسيما المزارعين وسكان القرى الواقعة على ضفاف النهر، إذ تمثل هذه المياه مصدراً أساسياً للري، إلى جانب استخدامها في الشرب للإنسان والحيوان.
وفي هذا السياق، بدأت وحدة ترويض نهر القاش مبكراً في تنفيذ أعمال الحماية والترويض، مركزة على المناطق الهشّة والجسور والعراضات التي تضررت خلال موسم الفيضان الماضي، والذي شهد تدفقاً غير مسبوق لمياه القاش، مما تسبب في أضرار جسيمة بعدد من المدن والقرى، خاصة في محليات كسلا الشمالية والتي تضم” أروما وشمال الدلتا”، حيث غمرت المياه أجزاء واسعة منها وتسببت في عزل بعضها.
و قد وضعت وحدة الترويض خطة متكاملة لتنفيذ التدابير الوقائية، تحسباً لأي طوارئ محتملة، في ظل توقعات تشير إلى ارتفاع معدلات الأمطار خلال خريف هذا العام.
كما شرعت اللجنة العليا لطوارئ الخريف في عقد اجتماعاتها الدورية المكثفة، بغرض وضع الخطط والبرامج اللازمة لمواجهة تحديات الموسم في مختلف الجوانب.
يذكر أن مياه القاش تسهم بصورة كبيرة في تغذية الخزان الجوفي لمياه مدينة كسلا، التي تعاني حالياً من نقص حاد في مياه الشرب.