
في صبيحة اليوم الثالث من وصلنا الي ألبقعة المقابلة النيل كانت كل المؤشرات فيه تقول انه يوم مختلف بدءنا برفقة ابن امدرمان العريقة الباشمهندس محمد امير الذي تغلب علي وعكته الصحية في صرار وعزيمة أخذنا الي الشارع العام لنتناول شاي الصباح في جو شتوي ممزوج بدفء وحنان اهل امدرمان بدءت تلك اللحظات تحرك مشاعر الشوق والحنيين الي وطني الصغير القابع تحت وطئت الاحتلال المليشي الغادر سرح بي الخاطر وتذكرت في تلك اللحظة تفاصيل كثيرة مرت بشريط للذكريات الا ان سرعان ما انقطع ذلك الشرود بصوت مملؤة بالقوة والثبات لفردين من افراد الجيش الذين القوا إلينا التحية الصباحية ودون تاخير كان ردنا فيه ابتسامه عريضة مشحونه باحساس الأمان.
عدنا الي المنزل واستعدينا للعمل فجدولنا كان مزحوما باللقاءت والحركة فحظينا بوحبة فطور في احد مواقع اسود معركة الكرامة وكان الحديث معهم ذو شجون حديث القلب للقلب في حب الوطن سمعنا حديثا اثلج صدورنا وقوة إيمانا بان النصر قريبا جدا جدا جدا الجلسة برفقت اؤلئك الابطال توزن قناطير مولفة من الذهب لأنهم ذهب يفوق كل أنواع العيارات.
غادرنا الموقع وقلوبنا تعلقت به تمنينا ان تقف عقارب الساعة هناك ولكن ما ان وصلنا إلى وجهتنا التالية التي وجدنا فيها شيئ من الذكرة والايام الخالدة حيث كانت الصدفة أجمل من الف ميعاد بلقاء أخوة ورفقا درب بعدت بيننا السنين وجمعتنا اليوم امدرمان
وظل يومنا هذا يشكل فينا أشياء كثيرة زرعت في قلوبنا الفرح والسرور عندما تمت دعوتنا من قبل بعض الابطال الذين عرفناهم منذ بداية الرحلة وولجنا الي احد المنازل الواسعة الرحبة ظننا انه خالي ولكن المفاجأة كانت حضور صاحب المنزل الذي اتي ليرحب بنا ويكرمنا عرفنا ان صاحب المنزل فاتح بابه للأبطال واخوتهم ويقوم بخدمهم وخدمة ضيوفهم حبا في الجيش العظيم يعامل هؤلاء الجنود كأنهم ابناءه في مشهد يجسد معني شعب واحد جيش واحد
صلينا العصر بجوار احد مؤسسات ولاية الخرطوم القابعة بامدرمان حيث كانت لدينا اجراءات ورقية هناك فوجدنا في تلك المؤسسة إنسان السودان الأصيل الذي يعشق خدمة اهل بلده ويفضل الخير علي ذاته وبعد انتهاء الاجراءات كان ساعة العودة الي المنزل قد حانت فعدنا وسرعان مافاجانا ذلك الامير علي قلوبنا الذي مهما وصفنا لك عزيزي القارئ من صفاته لن نعطيه حقه فهو مثال للرجولة والشهامة والكرم والشجاعة فارس قليله هذه الصفات في حقه. عليه فإذا اردت ان تتعرف علي إنسان امدرمان الجميلة الاجتماعي كامل الأوصاف فعليك ان تتعرف علي الباشمهندس بدرجة دكتور محمد الامير حسن
اعود لمفاجأته التي ختم لنا بها هذا اليوم المختلف الجميل حيث جعلنا نتناول وجبة العشاء في أجواء امدرمان المزدحمة بالحراك الإنساني الامدرماني مما خلق في دواخلنا شعور بانتهاء الحرب فالوضع الذي تجولنا فيه مساء اليوم هو نفس الوضع الذي سبق يوم 15ابريل2023 تلك الأيام يعلمها أهل الخرطوم جيدا لماتحتويه من امن وامان وحياة سودانية لامثيل لها.