مقالات وتقارير

يوسف علي العبطي يكتب …. ليس دفاعا عن أحد ولكن رفقا بالجمارك .

الخرطوم فوري نيوز

ظلت قوات الجمارك منذ أكثر من مئة عام المؤسسة الوحيدة بالبلاد التي ترفد خزينة السودان بما يزيد عن الستين بالمئة من إجمالي الميزانية ودائما تقوم بالزيادة عن الخمسين بالمئة من الربط المقدر بسبب تجويد الأداء والرقابة الذاتية الفاعلة والتدريب المستمر ،وكونها المؤسسة الوحيدة التي لا تملك خزينة بل يتم توريد ما تتحصله مباشرة إلى حساب وزارة المالية بالمصرف المركزي وحتى عندما تطرأ شبهة فساد فإنها تكون مرتبطة بدائرة ضيقة ودائما يأخذ من اخطأ جزاءه الذي يستحق غض النظر عن حسن أو سوء نيته لارتكاب ما اقترف من جرم وذلك بالطبع وفق قانون الدولة ولوائح قوات الجمارك .

ما يدور هذه الأيام في أروقة قوات الجمارك هو أمر طبيعي من حيث الأخذ والرد حسب اللوائح والقوانين المنظمة لعمل الجمارك خاصة فيما يتعلق باللوائح التي تنص أن على الجهة الفلانية العمل بما تراه مناسبا من أجل تجويد الأداء والحفاظ على المال العام ، لذا فما دار داخل أروقة الجمارك وما اتخذه السيد وزير الداخلية من قرارات لم تكن بدعا مما سبق الإشارة إليه من حيث العمل على تجويد الأداء خاصة وأن السيد الوزير ليس ديكتاتورا أتى إلى الوزارة بقوة السلاح وليس بمعزل عن التشاور وأخذ الرأي من مواقع اتخاذ القرار التي يتم الاحتكام إليها في مثل هذه القرارات ،كما أن من كتبوا مدافعين عن مديرعام قوات الجمارك (حتى الآن )سعادة الفريق حسب الكريم آدم النور أخذوا الأمر بمنحى عاطفي كأنما أن الرجل قد تمت تنحيته من العمل بدون حقوق ناسين أن الرجل الذي تحتفظ له الدولة والوزارة والجمارك بسجل ناصع من الوطنية والإخلاص وإدارته للقوات في وقت حرج إنما سقط صريعا للمرض بصورة يحتاج معها إلى الراحة حسب قرار الطبيب وهنا يجب التذكير أنه لازال مديرا عاما لقوات الجمارك ويمكن في أي لحظة أن يتعافى ويعود إلى الخدمة وهو أمر غير مستبعد على الله سبحانه وتعالى ،ولكن وضعه الحالي بكلية مستأصلة واخرى يجرى لها الغسيل مرتين في الاسبوع بالإضافة إلى ما يعرفه القاصي والداني من أن من يخضع لاستئصال كلية إنما يوضع تحت الرقابة الطبية مدة اقلها ستة أشهر ، وعوضا عن أننا نتحدث عن رجل محارب نهض من مرضه في شهرين نعم تحمد له هذه البطولة ولكن العمل العام ليس نهبا العواطف بل يجب على ولاة الأمر تقييم الوضع حتى من باب انصر أخاك ظالما أو مظلوما
وحسب مصدر موثوق أن السيد الفريق حسب الكريم ٱدم النور ما زال فى الخدمة و مازال المدير العام للجمارك المعين… و متى ما اثبت الفريق الطبى الذى تم تشكيله لمراجعة حالته انه فى لياقة طبية كاملة لممارسة مهام و اختصاصات مدير الجمارك فمرحبا به عزيزا مكرما .. لكنه حتى الان يرفض مقابلة الفريق الطبى و التعاون معه للاطلاع على التقرير الذى اتى به من الخارج و تقييم حالته .
إذن فلتصمت الأقلام قليلا تاركة الأمر لولاة الأمر في هذه المؤسسة العريقة حتى لا تصبح نهبا الأقوال المنقولة والحقائق غير الموثوقة مع الاحتفاظ لجميع الإعلاميين بحقهم في تقديم النصح والمشورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى