
2024.. الحصاد المر لمليشيا حميدتي
شهد السودان خلال عام 2024 تطورات سياسية وأمنية كبيرة، أبرزها استمرار الحرب التي تقودها المليشيا الإرهابية ضد السودان وشعبه، ولكن مع حلول مارس من العام 204 بدأ حلم المليشيا يتبدد عندما خرج الأسد من عرينه وبدأ الجيش في اول انفتاح له بمدينة ام درمان ، ورغم انتصارات الجيش وانكسار قوة المليشيا ولكن لا تزال الأوضاع الإنسانية متفاقمة وفشل المبادرات السلمية، الدولية والإقليمية بس تمسك المليشيا بعدم الخروج من منازل المواطنين والاعيان المدينة .
استمرار الحرب وتوسع رقعتها:
مقارنة مع العام 2023، فقد توسعت رقعة القتال خلال العام 2024، لتشمل مناطق جديدة. ففي العاصمة الخرطوم، تمكن الجيش من تحقيق تقدم ملحوظ، خاصة في مدينة أم درمان، حيث استعاد السيطرة على محلية أم درمان الكبرى. كما شن الجيش عمليات عسكرية في وسط الخرطوم وغرب مدينة الخرطوم بحري، مستعيدًا السيطرة على مناطق مهمة.
في ولايتي الجزيرة وسنار، شهدت الأشهر الأولى من العام تقدمًا للمليشيا، حيث سيطرت على غالبية ولاية سنار. إلا أن الجيش شن حملة عسكرية في أكتوبر، استعاد خلالها معظم مدن الولاية. وفي ولاية الجزيرة بات الحصار مطبقاً بالكامل على المليشيا التي قامت بانتهاكات فوق كل مستوي متوقع من الوحشية والهمجية، وفي غرب السودان، استمرت المواجهات في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسجل الجيش والقوات المتحالفة معه واهل المدينة صمودا اسطوريا، واستعادوا زمام المبادأة وانفتحت القوات لخارج المدينة وتم ضرب المليشيا في أقوى حصونها بمنطقة (الزرق) كما تم تدمير متحركات لها بالكامل.
فشل المبادرات السلمية:
على الرغم من الجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام، إلا أن معظم المبادرات باءت بالفشل. في يناير 2024، رفض السودان مبادرة منظمة “إيغاد” وجمّد عضويته فيها. كما فشلت مداولات نظمتها الأمم المتحدة في جنيف في يوليو في تحقيق أي تقدم، بالإضافة إلى مقاطعة الحكومة السودانية لمحادثات سلام دعت إليها الولايات المتحدة في سويسرا في أغسطس. كما فشلت الوساطة التي قام بها رئيس الوزراء الأثيوبي آبي احمد بين السودان والامارات، ومع نهاية العام اطل الرئيس التركي اردوغان وساطة جديدة للوساطة بين السودان والامرات التي تعد الداعم الرئيس للمليشيا.
تفاقم الأزمة الإنسانية:
أدى استمرار الصراع إلى تضاعف أعداد النازحين واللاجئين، حيث تجاوز العدد 14 مليون شخص بنهاية 2024، منهم 11 مليون نازح داخل البلاد و3.1 مليون لاجئ في دول مجاورة. كما تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع تفشي الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك، نتيجة للتدمير الواسع الذي لحق بالمنومة الصحية ومؤسساتها على يد قوات المليشيا..
انسداد الأفق السياسي:
استمر الانقسام بين القوى السياسية والمدنية في السودان، حيث انقسمت تنسيقية القوى المدينة (تقدم) بسبب طرح بعض قادتها تشكيل حكومة منفي، كما غاب دورها لجهة الدفع نحو عملية السلام وانهاء الحرب، كما شهد حزب المؤتمر الوطني المحلول انقسام بين جلس الشوري والمكتب القيادي، وباتت هناك جناح بامر مجلس الشوري بقيادة احمد هارون واخر تابع للمكتب القيادي برئاسة إبراهيم محمود كما لا تزال الشقة قائمة بين تقدم والكتلة الديمقراطية ولم تحرز اجتماعات القاهرة بين الفصيلين تقدم يذكر لتوحيد مواقفها خاصة لانهاء الحرب ، مما أدى إلى انسداد الأفق السياسي. فشلت محاولات التوافق الوطني، مثل مؤتمر القاهرة في يوليو ومؤتمر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، في تحقيق أي تقدم نحو حل سياسي.
خريطة السيطرة والتحولات الاستراتيجية:
شهدت خريطة السيطرة الميدانية تحولات استراتيجية، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة ولاية سنار ومناطق مهمة في الجزيرة، بينما تحاول المليشيا إيجاد مؤطي قدم بولاية النيل الأزرق بعد انسحاب قواتها من ولاية سنار، بجانب ما تقوم بها قواته من عمليات سلب ونهب بقري في ولايات التماس مثل النيل الأزرق وغرب كردفان، ولكن اجمالا تمدد (الكاكي الأخضر) الذي يرمز للجيش في مساحات أوسع عما كان عليه الوضع في 2023..
خاتمة:
مع نهاية عام 2024، وحلول العام 2025، يواجه السودان تحديات سياسية وأمنية وإنسانية جسيمة، في ظل استمرار الحرب وفشل الجهود السلمية، مما يجعل العام الجديد حاسمًا في تحديد مستقبل البلاد واستقرارها، خاصة في ظل وجود اجماع شعبي استثنائي على ضرورة حسم المليشيا وإلى الأبد، لتكون هذه الحرب آخر الحروب التي يعيشها السودان، ولتكون مليشيا الدعم السريع التي تبددت احلامها في الاستيلاء على السلطة في السودان، آخر جماعة تحمل السلاح ضد الوطن