
5 سيناريوهات مرجحة لنهايته
حميدتي .. بانتظار رصاصة الرحمة
تحليل سياسي: فوري نيوز
يبدو أن نجم قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قد آفل وتراجع دوره بالكامل، وتؤكد ذلك العديد من المعطيات والشواهد على الأرض. بات حميدتي عبئًا على داعميه، ومثار حيرة وسط قواته المنتشرة بلا هدف سوى السلب والنهب والإجرام.
كشف خطابه بمناسبة ذكرى استقلال السودان حقيقة أن الرجل الذي كان الجميع يترقبون منه، منذ أن أشعل هذه الحرب، أن يقول شيئًا أو يخطط لم يعد محط اهتمام. لم يحفل أحد بخطابه، حتى مناصروه الذين اعتادوا في فترات سابقة الترويج عبر صفحاتهم ومنصاتهم لخطاباته منذ لحظة الإعلان عن خطاب مرتقب له، انصرفوا عنه. جاء حضوره باهتًا، وقدم خطابًا مليئًا بالتناقضات والأكاذيب المثيرة للدهشة، ليضاف إلى خطاب الهزيمة العسكرية والسياسية الذي قدمه في التاسع من أكتوبر الماضي، وكان ملخص محتواه: “إننا قد خسرنا الحرب، وإن من دفعونا إلى خوضها تخلو عنا وتركونا نواجه مصيرنا وحدنا”.
إن التراجع الملحوظ في دور حميدتي، والذي أثر سلبًا على فعالية قواته، يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الخسائر العسكرية المتتالية التي تكبدتها قواته، وفشلها في السيطرة على الفاشر رغم الحصار المطبق وموجات الهجوم المتتابعة دون جدوى. بجانب خسارته لمواقع استراتيجية مرتبطة بخطوط الإمداد مثل منطقة جبل موية في ولاية سنار، وعدة مواقع في ولاية شمال دارفور، بجانب الضربة الصاعقة لمعقله الحصين في قاعدة الزرق.
وعلى الصعيد الدولي، بدأ حميدتي يفقد حلفاءه، مثل روسيا، التي انحازت للجيش السوداني. كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على قادة وشركات قوات الدعم السريع وشركاته. وأقليميًا، يعاني حليفه الأبرز، التشادي محمد كاكا، من ضغوط حواضن حكمه الاجتماعية من الزغاوة وغيرهم من القبائل التي لها امتدادات داخل السودان وغير راضية عن دعمهم للمليشيات التي تقوم بمجازر جماعية ضد الإثنيات التي ينحدرون منها. والحال بالنسبة لداعميه في جنوب السودان أسوأ مع استمرار توقف النفط، ووصلت حكومة الجنوب إلى قناعة تامة بأن مصيرها بيد البرهان. أما إثيوبيا، فقد باتت مشغولة تمامًا بداخلها ومصالحها شرقًا، وأصبح حميدتي مصدر قلق بسبب إصرار أمراء حربه على إشعال النيران تحت سد النهضة. كل هذه عوامل زادت من عزلة حميدتي دوليًا.
وربما يكون الخطر الأكبر على حميدتي هو حدوث تقدم في الجهود التركية للوساطة بين السودان والإمارات، حيث قد يعلن عن أي تقدم بعد الموافقة المبدئية على التفاوض المباشر من جانب الإمارات، وهو أمر يعكس وصولها إلى قناعة بأن كرت حميدتي لم يعد صالحًا للاستخدام، وأن عليها الخروج بأقل الخسائر.
حسب كثير من الخبراء، فإن جميع السيناريوهات باتت مفتوحة لوضع حد أخير لحميدتي، وهناك 5 سيناريوهات لهذه النهاية. أولها الهزيمة العسكرية الكاملة، وحينها تكون خاتمته إما بالقبض عليه أو مقتله أو فراره إلى الخارج. السيناريو الثاني هو تسوية سياسية تُفضي إلى خروجه من المشهد، سواء من خلال منحه الأمان مقابل التخلي عن أطماعه في السلطة، أو من خلال منفى اختياري. الثالث هو حدوث انقسامات داخلية تؤدي إلى تهميش دور حميدتي أو الإطاحة به من داخل تنظيمه، وهو سيناريو محتمل إذا طال أمد الصراع. السيناريو الرابع هو ضغوط دولية أو إقليمية من دول تسعى لإعادة الاستقرار إلى السودان بوسائل سياسية أو عسكرية. أما السيناريو الخامس، فهو الاغتيال أو التصفية، حيث في سياق الصراعات العنيفة، لا يُستبعد احتمال اغتياله أو تصفيته من قبل خصوم داخليين أو خارجيين.