مقالات وتقارير

اطفال السودان عندما تنتهك “الحرب” البراءة بدم بارد…

الخرطوم فوري نيوز

اطفال السودان
عندما تنتهك “الحرب” البراءة بدم بارد

أمدرمان / الهضيبي يس

لم تكن “مواهب عوض الكريم” تعلم أنه سيأتي عليها يوم يعتصرها الألم بسبب فقدان أحد فلذات أكبادها.

“مواهب” التي تبلغ من العمر 29 عامًا، كانت تقطن في منطقة جزيرة “توتي” وسط العاصمة الخرطوم، وهي المنطقة الأشهر التي حاصرتها الحرب على يد قوات الدعم السريع لنحو عام كامل.

وتقول “مواهب” إنها كانت برفقة زوجها واضطرت للبقاء في منزلها لمدة عام كامل وسط أوضاع قاسية، حيث عانت من نقص الغذاء ومياه الشرب، وانقطاع التيار الكهربائي.

حتى جاء يوم الخروج عن طريق “المراكب” في شهر يوليو من العام 2024، برفقة مجموعة من الأسر، وكانت وجهتنا مدينة أمدرمان.

وتتابع مواهب حديثها: “عند خروجنا كنت قد وضعت توأمًا، ولدًا وبنتًا، أطلقت عليهما اسم “سامر” و”سمر”. وكانا هما ذات التوأم اللذين أدخلا الفرح والحزن في قلبي معًا.

في لحظة الخروج، مررنا بأحد “ارتكازات” الدعم السريع في جزيرة توتي بالقرب من “المعدية”، حيث تم إيقافنا بحجة التفتيش وعدم دفع “إتاوة” المرور. حينها تفاجأت بأحدهم يقف بجانبي وهو يحمل السلاح وأنا وسط مجموعة من النساء، متسائلًا: “ماشيين وين؟ وديل عيالك؟”، فأجبت “نعم”.

فقال: “عندك لي شنو؟” فقلت: “ليس لدي أي شيء”، فسارع وقال: “خلاص، جيب واحد من عيالك هنا.” أنا صمت ولم أستوعب ما يقول، حيث بدأ في انتزاع طفلي “سامر” من بين يديّ، وهو يردد: “كفاية عليك البنية”. بدأت أصرخ بأعلى صوتي: “ولدي ما بديكم ليه!”، وهو يقول: “يا وليه امشي خلاص.” وفجأة تم نزع طفلي من صدري واختفى الرجل دون أي مقدمات، ثم سقطت على الأرض، حيث بدأ هؤلاء الرجال في ضربنا في محاولة لتهجيرنا من المكان. وبالفعل، قمنا باستخدام “المركب” لعبور الضفة الأخرى، وحتى تلك اللحظة لم أستوعب ما حدث، ودموعي لم تجف حتى الآن.

واليوم، أنا هنا في مركز إيواء “أبو ذو الغفاري” في أمدرمان، على أمل أن يمن الله عليّ بعودة أحد أولادي الذي اختطف أمام ناظريّ دون أن أستطيع حمايته.

وفي السياق، كشف الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة، عبد القادر إدريس، عن ارتفاع نسبة البلاغات والاعتداءات ضد الأطفال في الآونة الأخيرة، مؤكدًا أن أكثر من 15 مليون طفل وطفلة خارج التعليم المدرسي بسبب الحرب. كما تم اختطاف أكثر من 2500 طفل، إلى جانب وجود 2500 طفل تائه، وأن مليشيا الدعم السريع قد قامت بتجنيد أكثر من 8000 طفل للقتال في صفوفها.

وأشار إلى أن الأطفال يشكلون حوالي 60٪ من سكان السودان حسب الإحصائيات والمسوحات التي قام بها المجلس.

وطالب في الوقت نفسه المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات حول الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأطفال من قبل الدعم السريع.

وأعلن عن دخول المجلس في مشاورات بغرض إعادة النظر في قانون حماية الطفل وإضافة بعض التعديلات والمواد القانونية لتعزيز حماية الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى