أخبارمقالات وتقارير

سارة الطيب تكتب: لولوة قطرية الجنسية سودانية الهوى

الخرطوم فوري نيوز

لولوة قطرية الجنسية سودانية الهوى
بقلم: [سارة]

في زمنٍ تكسّرت فيه المعاني، وتبلدت فيه المشاعر أمام مشاهد الدمار والموت، خرج صوتٌ أنثوي من قلب الخليج، يحمل ما تبقّى من ضمير عربي حي.

لم تكن لولوة الخاطر تتحدّث كوزيرة، بل كامرأة ترى في وجع النساء السودانيات مرآةً لإنسانيتها، وفي حريق الخرطوم جرحًا في خاصرتها.

وسط صمتٍ رسميٍ عربيٍّ مطبق، ارتفعت كلمتها كأنها صلاة في زمن الحرب، تندد بالخراب، وتستنكر اغتيال الذاكرة، وتحاول أن تلمّ بقايا الأمل من تحت أنقاض المتاحف والمكتبات والمدارس التي أُحرقت عمدًا، لا لشيء سوى لأنها تروي حكاية السودان وهويته.

في مشهد نادر من التضامن الصادق، ألقت سعادة الوزيرة القطرية لولوة بنت راشد الخاطر، كلمة مؤثرة خلال منتدى “الآثار والتراث الوثائقي في السودان: التحديات والحلول الممكنة”، الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة قبل يومين.

الكلمة لامست وجدان السودانيين، ووجّهت رسائل قوية ضد الحرب والدمار، وضد من وصفتهم بـ”تجار الحرب”، في إشارة واضحة إلى قوات الدعم السريع التي تُتهم بتخريب المعالم الحضارية وارتكاب جرائم بحق المدنيين.

قالت الخاطر: “ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع سياسي، بل حرب عبثية فتكت بالبشر والحجر، واستهدفت ذاكرة أمة بكاملها.” وأشارت إلى أن المتاحف، والمكتبات، والمدارس، لم تسلم من التخريب والحرق، في جريمة موصوفة ضد التراث والهوية السودانية.

لكن الوزيرة القطرية لم تكتفِ بإدانة ما يجري، بل دعت إلى تدخل عربي جماعي لحماية التراث السوداني، مؤكدة أن الحفاظ على ذاكرة الشعوب مسؤولية مشتركة لا تقتصر على الدول المتضررة، بل على العالم العربي والإنساني بأسره.

وقالت: “تراث السودان جزء من تاريخ العالم، وصونه واجب أخلاقي قبل أن يكون سياسياً.”

ردود الفعل على كلمتها جاءت واسعة على منصات التواصل، حيث عبّر كثير من السودانيين عن امتنانهم لموقفها، واعتبروها “سودانية الانتماء قبل أن تكون قطرية الجنسية”، في إشارة إلى صدق حديثها وحرارة تعاطفها مع محنة السودان.

وانا سارة الطيب السودانية العاشقة لدوحة العرب وأهلها اقول لك شكراً سعادة الوزيرة لولوة الخاطر، باسم الشعب السوداني، وبصوتٍ خاص من نسائه الجريحات؛ فالمرأة السودانية كانت — ولا تزال — الأكثر وجعاً في هذه الحرب، والأعمق إحساساً بفداحتها. ونقول لإبنة دوحة العرب إن كلمتك جزء من دواء الجراح.

لولوة قالت بصدق: لستم وحدكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى