مقالات وتقارير

فَرَض عقوبات على (دقلو أخوان وأبو عاقلة كيكل)،، البرلمان الأوروبي،، مواقف إيجابية ولكـن..

الخرطوم فوري نيوز

فَرَض عقوبات على (دقلو أخوان وأبو عاقلة كيكل)،،
البرلمان الأوروبي،، مواقف إيجابية ولكـن..

دعم تحقيق المحكمة الجنائية في جرائم الإبادة الجماعية في دارفور..

السفير كبير: شاركنا في جلسة خاصة للجنة أفريقيا بالبرلمان الأوروبي حول السودان..

الجلسة كانت إيجابية ومثمرة وغيّرت الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الحرب..

ننتظر موقف أكثر قوة من الأوربيين تجاه الميليشيا وداعميها..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

فرض البرلمان الأوروبي عقوبات في حق قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو ” حميدتي” وأخيه الأكبر عبد الرحيم حمدان دقلو، بالإضافة إلى قائد قوات درع السودان، أبو عاقلة كيكل المسؤول السابق عن ميليشيا الدعم السريع بولاية الجزيرة، والذي انضم مؤخراً للقتال في صفوف القوات المسلحة، وشدد البرلمان الذي يضم في عضويته 720 عضواً يمثلون 27 دولةً، على ضرورة أن يفرض المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء الدول والحكومات، إجراءات عقابية في حق الجنرالات الثلاثة، مستنكراً الانتهاكات التي ارتكبوها في حق المواطنين الأبرياء والعزل وجرائم الإبادة الجماعية خلال الحرب في السودان، وتعهد البرلمان الأوروبي بمواصلة فرض قيود على الأشخاص أو الكيانات التي تقوض جهود استئناف الانتقال السياسي في السودان.

إجراءات حاسمة:
وحث البرلمان الأوروبي على اتخاذ إجراءات ضد جميع الجهات التي تنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على دارفور في إشارة واضحة إلى الإمارات، وشدد على ضرورة دعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في دارفور، ومراقبة حقوق الإنسان، وأدان بشدة الاغتصاب الممنهج الذي يستهدف المدنيين، وطالب بإنشاء آليات دولية للتحقيق في العنف الجنسي وضمان مساءلة الجناة.

زيادة المساعدات الإنسانية:
البرلمان الأوروبي دعا إلى وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية، وطالب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بزيادة المساعدات الإنسانية في السودان والدول المجاورة، وتمويل دعم الناجين من العنف الجنسي وتوفير رعاية طبية للناجين من العنف، ومواصلة تمويل برامج الصمود والحماية المحلية، وضمان حقوق المرأة والطفل والمساواة بين الجنسين، مجدداً دعوته إلى الوقف الفوري لجميع أشكال العنف، والتزام جميع أطراف الصراع باحترام القانون الإنساني الدولي، هذا وقد تمت إحالة القرارات إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والحكومة السودانية، والاتحاد الأفريقي، والأمين العام للأمم المتحدة، والبرلمان الأفريقي، وسفير السودان بالاتحاد الأوروبي.

قرارات إيجابية ولكن:
واعتبر سفير السودان ببروكسل ومندوبه بالاتحاد الأوروبي، عبد الباقي حمدان كبير، قرارات البرلمان الأوروبي خجولة ومازالت ترفض مواجهة ميليشيا الدعم السريع وداعميها بجرائمها وانتهاكاتها المروعة، وأشار كبير إلى بعض الجوانب الإيجابية في القرارات كإدانة دقلو إخوان، والتوجيه بمساءلة الأطراف الدولية التي تدعم الميليشيا بالأسلحة والمعدات الحربية، مبيناً أن الخطوة تمثل بداية موفقة في إطار التوجه العام من قبل الأوروبيين تجاه الأزمة في السودان، ويمكن البناء عليها مستقبلاً، وعزا السفير عبد الباقي كبير في إفادته للكرامة من مقر البرلمان الأوروبي بمدينة استراسبورغ الفرنسية، التطورات الإيجابية في موقف الاتحاد الأوربي ومجلس البرلمان والمفوضية يعود إلى المتغيرات التي أحدثتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها على الأرض بامتلاكها زمام المبادرة في جميع محاور وجبهات القتال على مستوى السودان، منوهاً إلى قناعة الأوربيين بأن ميليشيا الدعم السريع فقدت البوصلة، وليس لديها أي مشروع سياسي.

جلسة خاصة بالسودان:
وكانت لجنة أفريقيا بالبرلمان الأوروبي قد استبقت جلسة البرلمان الخاصة بالتصويت على فرض عقوبات على دقلو إخوان، بعقد جلسة خاصة لتبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع السياسية والأمنية وتداعياتها على الشأن الإنساني في السودان، وشاركت في الجلسة عبر تقنية الڤيديو كونفرس السيدة منى رشماوي عضو لجنة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، وقال سفير السودان ببروكسل ومندوبه الدائم بالاتحاد الأوروبي، عبد الباقي حمدان كبير إن الجلسة كانت تفاعلية وإيجابية جداً، تناولت تطورات الوضع الإنساني والأمني في السودان، وزاد: ” الجلسة كانت فرصة لتوضيح حقيقة الأوضاع وكشف الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في حق المواطنين المدنيين بتحويل الحرب ضد الشعب السوداني الذي التفَّ حول قواته المسلحة وخلق حالة من التعبئة والاستنفار دعماً وإسناداً للجيش، مشيراً إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الأوربيين خاصة قضية أن هذه الحرب ليست بين طرفين، وإنما هو تمرد من قبل الدعم السريع على الجيش النظامي”، واستهداف منازل المواطنين وتدمير البنية التحتية واحتلال المرافق الخدمية والأعيان المدنية، وشدد السفير كبير على ضرورة ممارسة ضغوط على دولة الإمارات التي ظلت تدعم الميليشيا المتمردة وتطيل من أمد الحرب وتساهم في قتل السودانيين، كما طالب بالضغط على تشاد التي تساعد في هذه الحرب بفتح أراضيها وأجوائها لتمرير المساعدات اللوجستية ونقل المعدات الحربية ومرور المرتزقة إلى السودان، منوهاً إلى الدور الذي لعبته كينيا في توفير منصة سياسية لميليشيا الدعم السريع وأعوانها من أجل إقامة مراسم التوقيع على ميثاق السودان التأسيسي الممهِّد لتشكيل الحكومة الموازية في انتهاك صارخ لسيادة السودان وتهديد وحدته، وختم سفير السودان ببروكسل ومندوبه بالاتحاد الأوروبي إفادته للكرامة بأن جلسة التشاور داخل لجنة افريقيا بالبرلمان الأوروبي كانت ومثمرة وشكلت بداية لتعاون مستمر، حيث طالب البرلمان الأوروبي بضرورة أن يكون لبعثة السودان حضور مستمر في جلساته ذات الصلة بمناقشة الأوضاع في السودان وهو ما لم يكن يحدث في السابق.

 

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد خطت بعثة السودان بالاتحاد الأوروبي بقيادة السفير عبد الباقي حمدان كبير خطوات كبيرة في سبيل تغيير الكثير من المفاهيم وتنسيق المزيد من الجهود والموافق مع الأوروبيين لصالح القضية السودانية التي أصبحت مثار اهتمام كبير لدي الاتحاد الأوروبي في ظل المتغيرات التي طرأت على الساحة العالمية عقب وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واهتمام روسيا بالانفتاح على أفريقيا، فالاتحاد الأوروبي وبحسب مراقبين مهتمٌ جداً في الراهن الحالي أكثر من أي وقت مضى بالسودان وسبر أغواره لإيجاد موطئ قدم له في القارة السمراء التي يمثل السودان بموقعه الاستراتيجي مدخلاً مهماً لها بإطلالته على البحر الأحمر، فأوروبا مهمومة بقضايا الحد من الهجرة غير الشرعية، وتسعى جاهدة من أجل تحقيق استقرار في منطقة القرن الأفريقي، ولعل أهمية أفريقيا للأوربيين جعلت من الاتحاد الأوروبي أكبر الداعمين والممولين للاتحاد الأفريقي، وبلغ هذا الاهتمام ذروته بأن سمّى الأوربيون ممثلاً خاصاً للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر، وجميع هذه المعطيات تمثل فرصة كبيرة أمام السودان لمد جسور التعاون المثمر، والتعاطي إيجاباً مع هذه المواقف اللافتة، وإذا هبت رياحك فاغتنمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى