
سارة الطيب تكتب… كفوا عنا صراخكم.. جيشكم شغال!
قبل أن تجأروا بالبكاء، وتُفرغوا طاقاتهم في النحيب والتشكيك، تذكروا أننا في حرب لا تعرف الرحمة، حرب وجود لا مجال فيها للترف الذهني ولا للثرثرة الفارغة!
المُسيَّرات موجعة؟ نعم. الخسائر مؤلمة؟ بلا شك. لكن الصراخ المصاحب لكل ضربة أشد وقعاً، وأكثر فتكاً من الضربة ذاتها!
العدو الذي نواجهه لا يراعي ديناً ولا خُلقاً، مدجّج بالدعم القذر من جهات لا تقل عنه انحطاطًا. ومن الطبيعي أن يُخرج كل ما في جُعبته من أدوات، طالما أنه يُدرك أن معركته على الأرض قد حُسمت لصالح جيش لا يُكسر.
فاسأل نفسك أيها المجقلب: لماذا لجأ العدو للمسيّرات؟ لأنه هُزم على الأرض، وفقد المواقع، وانكسر عسكرياً ونفسياً.
فلمَ تُهدي له خدمة مجانية بإضعاف المعنويات ونشر التشكيك؟
تذكر، حين كانت الحاميات تتساقط واحدة تلو الأخرى في بداية الحرب، كانت نفس الجقلبة، ونفس الولولة. ثم جاء الرد من الجيش، لا بالكلام، بل بالتحرير والملاحقة والدحر.
وعندما ظهرت المسيّرات أول مرة، أُصيب بعض داعمي الجيش بالهلع، لكن الجيش تكيّف، وتجاوز، وها هو الآن يواجهها بخبرة وهدوء.
جيشنا لا يُقاتل فقط في الميدان، بل يُقاتل في بيئة دولية معقدة، وسط نقص في المعدات والدعم. ومع ذلك يتقدم، يُخطط، يُنفّذ، ويُحقق نتائج. فما المطلوب منه أكثر من ذلك؟ أن يُصارع في كل الجبهات، ثم يسمع منكم شكاوى وهجومًا مجانياً؟
ارحموا جيشكم من تنظيراتكم. واتركوا للجنود مهمة القتال، فقد أثبتوا أنهم رجالها.
ولمن أدمنوا “التحليل من وراء الكيبورد”، انا سارة الطيب اقول:
ساعدوا جيشكم بالصمت، بالدعاء، بالثقة. لا حاجة له بصراخكم، بل بحبكم. ولا تكرروا أخطاء البدايات، فالنهاية تلوح من بعيد، والحق لا يُهزم وإن تأخر النصر.
الجيش يعمل بصمت.. فاعملوا أنتم بصبر.