
تشتت أفكارى وتسارعت دقاتها بحثا وتنقيبا بين مصطلحات اللغة والبلاغة والبيان فلم أجد بدا ولا مفرا من توصيف حملات السخرية والتشويه المسعورة والمأجورة التى إستهدفت السجون مؤخرا من أنها عمليات إصياد فى المياه العكرة ومعلوم أن مصطلح الصيد في الماء العكر هو مثل قديم ظل يتردد على الألسنة ويتكرر عبر الأمكنة والأصل في هذا المثل هو محاولة بعض الإنتهازيين إقتناص الفرص تحقيقا للمأرب الشخصية بتسميم الأجواء وخلق الفتن وإيقاع الخلافات بين الناس وتجيير كل شيء لصالحهم فالماء العكر لا يتواجد فيه عادة أسماك وإنما ضفادع وأفاعى ومن يصطاد فيه لا يجد ما يأكله ويصطاده فلا يعدو عمله أنه مجرد إهدار للوقت وتكريس للجهد فى ما يضر ولا ينفع تحقيقا للمصالح الذاتية الخاصة وإيقاعا للضرر وإلحاقه بالأخرين أسوق هذه المقدمة وفى الذاكرة فترة من حياتى العملية لاتنسى قضيتها بالسجون والتى كانت أولى المحطات التى نزلت عندها حاملا أمر تحرك من الشئؤن الإدارية لأجد نفسى بين عشية وضحاها وما يزال عرق التدريب والتخريج يتصبب مديرا لسجن الفولة وما أدارك ما الفولة بأيامها ولياليها
وربطا لما أقول وإيضاحا لما أعنى وللحقيقة والتاريخ شهدت إفادات وتصريحات السيد مدير عام قوات السجون الفريق شرطة ياسر عمر أبوزيد فى منبر وزارة الداخلية الخاص بقضايا السجون تحريفا للحقائق وصرفها عن مقاصدها وتجريدها من مضامينها ومعانيها بصورة سمجة وقمئة تجافى المنطق والصواب وتكذب واقع الحال والمآل رغما أن التصريحات والإفادات إتسمت بالشفافية والصراحة والوضوح الذى لابس فيه ولاغموض بل كانت محاضرة غاية فى الروعة والجمال والكمال نالت إستحسان الحضور إشادة وإطراءا ومدحا تحدث فيها السيد مدير عام قوات السجون وأركان سلمه حديث المختصين والمتخصصين العارفين ببواطن الأمور العالمين بدقائق وتفاصيل مجريات العمل بالسجون ودقة التنظيم وسرعة التقييم الذى تدار به عجلة السجون فلم تترك شاردة ولا واردة إلا بينت وأخذت حقها ومستحقها من الشرح والتوضيح والبيان والتفصيل فالسجن من ناحية التأصيل والمرجعية موجود منذ أن خلق الله الخليقة فكان أحب الخيارات الى سيدنا يوسف عليه السلام من الدعوة لإرتكاب الفجور والأثام وعلى مستوى بلادنا كانت السجون وما تزال مؤسسات إصلاحية ودور تهذيب وتقويم عريقة ضاربة فى الجذور منذ قديم الزمان ظلت على إمتداد تاريخها الطويل تمارس صلاحياتها وتقوم بواجباتها وتضطلع بمهامها بكل تجرد ونكران للذات بكل مهنية وإحترافية وفق القوانين واللوائح المنظمة لذلك ولطبيعة عملها وحساسيته والظروف والعوامل المحيطة بذلك إشتهرت السجون بالعسكرية الكاربة والناشفة والتعليمات الصارمة ضبطا وحسما وربطا خاصة فيما يلى الأعمال الإدارية واعمال السجلات من حيث كونها يمثلان عصب الحياة العملية والفنية للسجون فضابط الإدارة وضابط السجلات هما كجناحى الطائر اللذان يرفرف بهما عاليا فإما صعودا وإرتقاءا وإما إنكسارا وهبوطا إلى السفوح والوديان
عذرا مضى نصف الزمن أضع القلم على أمل بالمعاودة بمشيئة الله تعالى