
طعم الأشياء لم يعد هو.. يا أ مي
احس ان حبري جف عن القدرة على التعبير؛ وان الزمان توقف عندما اغمضت أمي قبل أيام باحدي مشافي بورتسودان، عيناها للابد، وأن روحي رحلت معها، لقد علمتني كل شئ الا كيف اعيش بدونها.
لقد مات كل شئ جميل ونحن بين المشافي ، وهي تودع بهدوء كما عاشت بابتسامة لم تمحي من محياها الوضئ ابدا، كانت صامدة على كل الوجع فوق الاحتمال وذاقت كما نساء شعبنا آلالام هذه الحرب اللعينة المره والنزوح الموجوع من ديارها الحبيبة، وحياة ما اختبرتها من قبل، وكانت صامدة صابرة محتسبة.
ماتت امي معلمة الأجيال المربية العظيمة للأجيال على امتداد هذا البلد المكلوم، وكانت العافية لنا قبل الدواء، وترك غيابها فجوة لن تردمها جبال الدنيا، وما عاد للفرح طعم ولا حتي للكره ولا للبعاد أو الافتقاد لا مشاعر لها قيمة أكثر من رحيل امي، ولا سند ولا طعم للحياه بعدها….
ان أصعب امتحان في الحياة أن تعيش وتكابد لحظات الرحيل، لا اظن ان هناك امتحان أصعب منها.. يا الله ما أشد وطأة ساعة رحيل الام.
لا أعلم كم من ما تبقى من عمرى احتاج حتي لأتيقن انك لم تعودي على قيد الحياة.
مرت عدة ايام احسست فيها إنني ليس لدى القدرة حتى على الحياة حاولت أن اتظاهر بالقوة وعجزت في اليوم الواحد ألف مرة، من كان سندي غاب ومن يمنحى القوة انطفا للأبد، واخيرا لملمت اطرافى ويقيني وما شربتني له على مر سنين عمرنا معا من يقين بقضاء الله وقدره، وما عملتني له وما حلمت به لأجلي.
تماسكت قليلا لاقول لم يقرأ هذه الأحرف كما قال آخرون قبلي جربوا هذا الوجع.. “استمتعوا في كل لحظة مع امهاتكم فهن جنان الله في الأرض” .
وانا اخط اسطري بصعوبة وسط دموعي لن انسى ما حييت من وقف بجانب امي في أيام مرضها ومن وصلنا مواسيا ومعزيا في رحيلها المئات من الرجال والنساء، من الرسميين والشعبيين والأهل على امتداد أرض السودان الصامدة وفي المهاجر.
وأتقدم بوافر الشكر للكريم النبيل وأسرته معالي وزير الداخلية على كريم وقفته معنا والسادة وزير العمل وزير الصناعة البحر الاحمر والامين العام للمجلس القومي لرعاية الطفوله والسيد مدير عام قوات الشرطة السودانيه والمفتش العام للشرطة السودانية ومدير عام قوات الجمارك مدير قوات السجون السادة ضباط القوات الشرطة وقوات الجيش الإدارات الاهلية الاعلامين والأصدقاء، إدارات مستشفيات الجمارك وعثمان دقنة والحياة والعشرات من الأطباء وطواقم التمريض وأهل حي شقر بورسودان الذين أكدوا أصالة السودان واجتماعياته في الحلوة والمرة.
واعجز عن الشكر والتقدير عن السيد العقيد النميري عبدالله نائب مدير المكتب التنفيذي الذي وقف معي وقفة الاخ الذي لم تلده امي رحمها المولي عز وجل عليها
زملائي زميلاتي وصديقاتي اصدقائى من الاعلامين والصحفين الذين كانو لي اهلا عندما فقدت اهلي وعشيرتي كانو هم الاهل والسند أما صديقاتي واخواتي واخص بالشكر نسرين حسن الامام وعواطف محمد عبدالله رفقة عبدالله وغيرهن من اللائي لم يتركنني منذ لحظة مرضها حتى هذه اللحظة وكن سندا حقيقيا لي ودافعا لكي اتمسك بالحياة ..
والشكر الجزيل لكل من هاتفني واحس بوجعي وحزني واشكر أبن خالتي وحرمه المصون وجيرانهم في حي شقر بورسودان الذين تحملوا ضيوفي ووجعي وحزني
رضي الله عن أمي وأرضاها
رضي الله عن أمي التي كانت موجودة دائماً إن غاب الجميع من حولي ،
رضي الله عن أمي التي كانت دعواتُها سَنَد وابتِسَامتُها حياةٌ ورضاها غاية ، اللهم اكرم مثواها واجعلها راضيةً مرضية واجمعني بها بجنات النعيم
اللهم ارحم من كانت سنداً لي وبركة أيامي وحياتي، اللهم ارحم أمي وأجعلها في نعيم لا ينقطع واجمعنا بها في الفردوس الأعلى من الجنة.
اللهّم ارحم أمي عدد ما تعاقب الليّل والنهار، اللهّم افتح لهُا من الجنة باباً واجعل بينها وبين عذابك حجاباً يا ارحم الراحمين.
اللهم إني أسألك لأمي عدد ما دعاك المؤمنون أن تغفر لها، بعدد ما صلى المصلون أن ترحمها.
وعدد ما سجد لك الراجون أن تعفو عنها وعن جميع المؤمنين والمؤمنات أجمعين.