مقالات وتقارير

معتصم ابو طيبة يكتب … رحل عبدالله بلة فابكي الرجال قبل النساء

الخرطوم فوري نيوز

عند الساعة الثالثة والنصف صباحا رن هاتفي وعندها توجس قلبي لان تلفون في ذلك الوقت يعني ان الامر جلل وعندما فتح التلفون وجدته الرشيد بن الجباراب طالبا محمد منصور ذلك الرجل الطيب فزع الحلة والاخوان ذهبت الي محمد وايقظته بان هذا الرشيد يريدك ومجرد ان قال الو اردفها بانا لله وان اليه راجعون وأغلق التلفون ناهضا لايوقيظ اخوانه معلنا وفاة عبدالله بلة حتي تلك اللحظة كان الامر عادي رغم فجاعة الموت ولكن عندما ذهبنا الي المقابر تلك المنطقة التي اذا اردت ان ترى يوم الحشر تعال اليها عندما يكون فيها دافنه ستعرف معنى الترابط والتواصل بين اهل الجباراب.
في كل مرة ازور المقابر مشيعا لاحد فقداء المنطقة اتوه وسط الزحمة الكبيرة ولكن مالفت نظري انني اول مرة اسمع واشاهد دموع الرجال التي هطلت سخينة علي فراق ودبلة مما اثار فضولي لمعرفة ماذا كان يفعل هذا الرجل حتي ابكي الرجال قبل النساء فعجلت بالبحث وسط. الحضور ليحكوا سيرة هذا الرجل فيالها من سيرة عظمت بقدر عظمته فكان اليوم هو يوم الشكر الذي نقب مأثر الفقيد عبدالله بلة مخفف الام المرضى وسفير الجباراب في الخرطوم الراحل عبدالله بلة الأستاذ والمربي كان صاحب كلمة حق في كل المحافل وهو الرجل الذي اكتملت عنده محاسن الأخلاق الفضيلة والحكمة تمنيت ان احظي بالجلوس اليه من كثرة ماسمعت عن سيرته العطرة التي كل ما احاول ان افندها جزء” جزء يغلبني الحديث تصعب على الكتابة كأنما الرجل مازال يريد ان يكون فعله في صمت وهو في قبره كما كان حيا
رحم الله الأستاذ والعم عبدالله الخضر بلة بقدر ما أعطى ووهب وخفف الام وجراح الكثير من اهل السودان فهو كان جباري الهوى (بضم الجيم) سوداني الأصل شجاع كاهله صلب عند المحن رحل وخلف َراءه حزنا كبيرا عم أرجاء القري والحضر
انا لله وانا اليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى