
مقالة رأى عمود باسم (صوت من لا صوت لهم)
الإمارات.. الكارثة تُوقف “إقامة الكوارث”للسودانيين.
بقلم حيدر بركة
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن قرار يقضي بوقف تجديد “إقامة الكوارث” اعتباراً من الأول من مايو القادم. هذا القرار، الذي أفادت به مصادر مطلعة ومواقع إلكترونية، يمثل هذا الخبر تحولًا حاداً في تعامل الدولة الخليجية مع آلاف السودانيين الذين لجأوا إليها منذ مدة، ومنهم من نقل أفراد أسرته فراراً من جحيم الحرب التي أشعلتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة وبمساندة من الإمارات، والأدلة موجودة في المحكمة.
منذ اندلاع شرارة التمرد الغاشم، تدفق آلاف السودانيين إلى دول الجوار بحثاً عن ملاذ آمن، وكانت الإمارات من بين الدول التي استقبلت أعداداً كبيرة منهم. وقد بادرت السلطات الإماراتية حينها بإصدار “إقامة الكوارث”، وهي آلية مؤقتة تتيح للسودانيين المقيمين البقاء بشكل قانوني وتجديد إقامتهم كل ثلاثة أشهر، مراعاةً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
لكن هذا القرار المفاجئ بوقف تجديد هذه الإقامة يثير علامات استفهام كبيرة حول دوافع الإمارات وتأثيره هذا القرار على حياة هؤلاء اللاجئين. هل شعرت الإمارات أن الحرب انتهت في السودان لذلك تريد طرد من لجأوا إليها؟
إن هذا القرار يأتي في سياق بالغ التعقيد، حيث يرى الكثير من المراقبين أن الإمارات تلعب دوراً سلبياً في الأزمة السودانية، بل وتدعم بشكل مباشر الميليشيا المتمردة التي تسببت في كل هذا الدمار والنزوح. فبدلًا من الضغط على هذه الميليشيا لإنهاء تمردها وحقن دماء الأبرياء، يبدو أن أبوظبي تتجه إلى استخدام ورقة اللاجئين السودانيين كورقة ضغط على الحكومة في السودان.
إن التوقيت والمضمون لهذا القرار يبعث برسالة قاتمة إلى هؤلاء الذين هربوا من أتون الحرب ليجدوا أنفسهم أمام مستقبل غامض في بلد كانوا يأملون أن يكون ملاذاً آمناً. فبدلًا من أن تحتضنهم وتوفر لهم الحماية والرعاية، جراء ما سببته لبلدهم ها هي تقول لهم (اخرجوا من عندنا ولا عزاء لكم) يبدو أنها تريد ان تدفع بهم نحو المجهول، وربما تفرض عليهم غرامات في حال التأخير في المغادرة لا تستبعد هذا الخيار.
يجب على الصحافة أن تسلط الضوء على هذه القضية الإنسانية الهامة، وأن تظل صوتاً لأولئك الذين لا يملكون صوتاً ، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية حقوق اللاجئين السودانيين ووضع حد لهذه المعاناة التي لا تُحتمل. يجب أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم.