
نرجع لبيوتنا
مع بداية عام جديد، حُلم شعبنا الصامد الصابر هو حُلم مشترك بين الجميع. “نرجع لبيوتنا”، والبيوت هنا كرمز للكرامة والاستقرار بعد ليالٍ كالحة وأيام وشهور مريرة من النزوح والتشريد بسبب حرب المليشيا.
حلم العودة يحمل بين جنباته قصصاً وتفاصيل معاناة لا يمكن حصرها، لكنه يحمل أيضاً بين طياته بذور الأمل والإرادة في مواجهة الشر الذي نشره حميدتي ومجرموه على امتداد كل ذرة تراب طاهرة في أرض السودان، التي دنستها اقدامهم الملطخة بالخطايا والآثام التي يندي لها جبين الإنسانية.
بالنسبة للكثيرين، لا يمثل المنزل مجرد جدران وسقف، بل هو ارتباط بالجذور والذكريات والأرض التي نشأوا عليها. العودة إلى الديار تعني أكثر من مجرد استعادة الممتلكات، إنها استعادة الكرامة والهوية التي انتزعت منهم قسراً.
الأمل في العودة ينبع من قناعة راسخة في قلب كل سوداني بأن الحق سينتصر وأن المليشيا مصيرها الزوال، حتى لو تسلحت بترسانة الدنيا كلها فإن صدور الرجال العارية إلا من قلوبهم المشبعة بمحبة هذه الأرض ستصمد وتنتصر وتعيد لأهل السودان كرامتهم وعزتهم ومجد أسلافهم في وطن حر عزيز كريم.
مع بدايات عام 2025، يتمسك السودانيون بحلمهم في رؤية وطنهم ينعم بالاستقرار والازدهار. وقريباً بإذن الواحد الأحد وبنصره للأنقياء المستضعفين، يتنزل حلمهم واقعاً على الأرض ويبنون بإرادة من حديد مستقبلًا أفضل، متسلحين بالأمل والإيمان بقدرتهم على تجاوز المحن، وباليقين بأن غداً أفضل ينتظرهم في وطنهم الحبيب.