
كيف ننتصر ونهزم الفتنة الاجتماعية للمليشيات؟
ما هو المطلوب للحفاظ على ممسكات الوطن الاجتماعية؟
لا شك أن طريق النصر على المليشيات لا يقتصر فقط على ميادين القتال والمواجهات العسكرية المباشرة، بل يشمل أيضاً الحفاظ على ممسكات الوطن الاجتماعية.
في سوداننا المتنوع، الذي يزخر بالقبائل والأعراق والثقافات المتعددة، يكمن التحدي الأكبر في هزيمة الفتنة الاجتماعية التي تسعى المليشيات إلى زرعها من خلال إثارة الفرقة العنصرية بين أطياف هذا الشعب العظيم.
طرحنا هذه القضية على مائدة النقاش مع بعض قادة ومفكري السودان الذين يهتمون بالحفاظ على النسيج الاجتماعي المتين والمترابط لشعبنا، والذين يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه حماية تراب هذا البلد.
الضيف عيسى عليو – التنسيقية العامة لأبناء الرزيقات بالداخل والخارج
سننتصر بإذن الله على الفتنة الاجتماعية للمليشيات من خلال توحيد مواقفنا كشعب سوداني، ودعم القوات المسلحة في تثبيت كيان الدولة. كما يتطلب الأمر تفعيل القانون، والابتعاد عن خطاب الكراهية، وتحمل المسؤولية الجماعية لتجاوز آثار الحرب النفسية والاقتصادية والاجتماعية. من المؤكد أن الحرب قد خلفت شرخاً اجتماعياً كبيراً، لذلك فإن العمل المطلوب في الساحة السياسية والاجتماعية كبير. يجب نبذ خطاب العنصرية والمناطقية، كما أن للإعلام دوراً مهماً في هذا السياق، إلى جانب تفعيل دور العدالة الانتقالية.
لقد لعبت التنسيقيات دورها ولا تزال تواصل هذا الدور الإيجابي، من خلال نشر رسائل التوعية وسط المجتمعات المتهمة بأنها حواضن للمليشيات، بهدف الحد من الاستقطاب والتحشيد للحرب. كما يتم العمل على توعية الشباب عبر الوسائط المختلفة. وعلى الدولة أن تفعّل هذه الأدوار بشكل جاد، وأن تختار الكفاءات القادرة على المساهمة في ذلك. لكن من الواضح أن هناك تراجعاً فكرياً في الساحة السياسية حالياً، حيث تفتقر الساحة للندوات واللقاءات التفاكرية والأنشطة الإعلامية المؤثرة. حتى أنه لا يوجد مراسلون حرب لتطمين المواطنين حول سير العمليات وبث الروح الإيجابية.
السياسي والأكاديمي د. سعيد حبيب الله سعيد – الأمين العام للتنسيقية العليا للحوازمة
المطلوب للحفاظ على النسيج الاجتماعي السوداني:
أ. التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية من خلال:
إصدار قوانين وتشريعات رادعة من الدولة ضد كل من يمارس العنصرية والكراهية سواء بالقول أو الفعل.
التصدي للإعلام المضلل والحد من نشر الشائعات.
فرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بخطاب الكراهية.
وتعمل التنسيقية من أجل النصر وتحقيق العدالة ومساندة الجيش في هزيمة الفتنة من خلال ثلاثة محاور رئيسية:
أ. استرجاع أبناء القبيلة الذين يقاتلون في صفوف المليشيات، وكذلك رجال الإدارة الأهلية الذين تم استمالتهم من قبل مليشيا الدعم السريع. يتم السعي لاستيعابهم في المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية.
ب. تحييد من لا يرغبون في العمل العسكري والأمني من خلال توفير سبل كسب عيش لهم مقابل تركهم للمليشيات.
ج. توعية أولياء الأمور والأمهات والحكامات لأخذ دور فاعل في منع أبنائهم من الالتحاق بالتمرد.
د. توعية الشباب من خلال توفير بدائل للعمل لهم.
و. إجراء المصالحات مع القبائل التي تتعايش معها القبيلة في محيطها.
هـ. التعبئة والاستنفار للمقاومة الشعبية.
ر. إبعاد الأسر من مواقع المواجهات.