
إبراهيم عربي يكتب في الرادار
أقل ما يوصف بها قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن المشكلة في السودان إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به ، فما يدور في السودان ليس خلافا شخصيا بين البرهان وحميدتي (البعاتي) كما ذهب هذا المجلس الذي يفتقد للحس الأمني، وإنما المشكلة بين المواطنين السودانيين ومليشيا آل دقلو الإرهابية التي تحتل منازلهم وطالتهم في أنفسهم وأسرهم ونهبت ممتلكاتهم ..!.
لا أدري لماذا ظلت كل قرارات هذا المجلس بشأن السودان غير موفقة وبعيدة عن الواقع ولماذا ظل ينظر هذا المجلس للسودان نظرة إزدراء وسخرية أليس السودان هذا مؤسس للإتحاد الافريقي الذي جاء بهذا المجلس ، وماهي إختصاصاته ومهامه ..؟!.
مع الأسف الشديد جاء قرار مجلس السلم والأمن الافريقي بدعوته بالوقف الفوري للقتال في السودان قال دون شروط ..!، ولذلك عليه أن يضغط الدعم السريع وهو من يهاجم الجيش في مواقعه ومقراته بينما الجيش يدافع عنها ، وبالتالي قتال الجيش ليس إفتراء بل دفاعا عن واجب ومسؤولية ..!، ولذلك نحن نتساءل من يفكر لهذا المجلس الذي لا يعرف عن السلم والأمن شيئا ..!، مجلس بهذا الشكل لا يشرفنا أن نكون جزء منه (فاقد الشيئ لا يعطيه ..!) .
في تقديري الخاص إن الإتحاد الأفريقي بذاته أخطأ التقديرات عندما جمد عضوية السودان وهو من مؤسسيه ، وفقا للمادة (30) والتي تحتمل الجدل والتأويل والمغالطات ، وبالطبع ليس مأسوفا أن يتخلي السودان عن عضوية الإتحاد الأفريقي نهائيا وليس أول من ينتهج هذه الخطوة ، فقد سبقته دول (إريتريا ومدغشقر وأفريقيا الوسطي ..!) .
ألم يستمع مجلس السلم والأمن الأفريقي لآخر تصريحات الجنرال البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان والقائد العام للقوات المسلحة من عطبرة يقول (لا مفاوضات في جدة ولا سويسرا .. المعركة مستمرة ونهايتها سحق وتدمير المتمردين ..!) ، في الواقع لدغنا من سويسرا من قبل بإتفاق شريان الحياة الذي كان بمثابة تشوين لقوات التمرد ، والآن سويسرا تسير علي ذات النهج لتشوين قوات الدعم السريع بعد أغلقت القوات السودانية طرق التشوين في وجهه ، وعلي قوات التمرد تنفيذ مقررات إتفاق جدة بالخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية ..!.
مع الأسف لا زال هذا الإتحاد يساوي بين الجيش والدعم السريع ليقول طرفي الحرب وهو يعلم بأن سبب الحرب هو الإتفاق الإطاري الذي ساوى بين الجيش والدعم السريع ، قالها عرمان بلا مواربة الدعم السريع هو نواة جيشهم القومي ..!، فالصورة أصبحت واضحة حيث اتفق الدعم السريع وقحت على هيكلة الجيش وبل تذويبه أو القضاء عليه حربا ..!، معقولة يأتي مجلس السلم والأمن الافريقي نعود ثاني لذات الاسطوانة المشروخة ..!.
ولكن هل حميدتي ذات نفسه موجود وقادر علي السيطرة علي قواته والتي أصبحت تلاقيط من شتات الأرض من أكثر من (15) دولة ، قال يوسف عزت مستشار حميدتي السياسيى الذي إستقال أو تمت إقالته وحل بدلا عنه حسبو الكوز نائب البشير مستسارا لحميدتي (البعاتي) ، قال عزت إنه لا يستطيع العمل مع عبد الرحيم دقلو المطلوب لإرتكابه جرائم حرب (المسؤول المدني عن العمل السياسي) الآن وهو على رأس قيادة المليشيا ، ومن ثم كتب عزت بخط يده مغردا قال (إنه لم يلتق حميدتي ولم يتواصل معه منذ عام أو أكثر ..!) .
بكل تأكيد هذا يثير التعجب ، إذا من يدير الدعم السريع ..؟!، ونحن نشاهد ما يشاع بإنه حميدتي (البعاتي) عبر القنوات الفضائية يتجول ويستقبله أبي أحمد في أديس أبابا ويلتقي تقدم هناك أيضا ويتلقيه موسفيني في يوغندا وروتو في كينيا وغيرها ، ولكنه يعتذر للزملاء الصحفيين عبر مستشاره زميلنا نزار سيد أحمد قائلا (سعادتو مشغول بإجتماعات ومرهق ..!) ولا يستطيع الإلتقاء بكم في مؤتمر صحفي مما جعل الصحفيين يضحكون وهو يضحك ونحن أيضا نضحك ..!.
في تقديري الخاص الإغاثة والمساعدات الانسانية ضرورية لإغاثة الناس بسبب الجوع وهو مرض عرضي ناتج عن الحرب ، وبالتالي علي الذين يتحدثون عن الإغاثة عليهم البحث عن حلول لوقف الحرب بشكل نهائي وفورا وليس البحث عن طرق لتشوين المليشيا لإستمرار الحرب ..!.