عصام حسن علي يكتب….
ميناء سواكن: استراتيجيات لضبط حركة الملاحة وتعزيز تجربة المسافرين”
يُعتبر ميناء سواكن من أهم الموانئ السودانية، إذ يلعب دورًا حيويًا في تسهيل حركة الملاحة وتبادل البضائع بين السودان والدول الأخرى. ومع تزايد حركة الملاحة التجارية، تبرز أهمية تنظيم عملية نقل البضائع في هذا الميناء بشكل فعال، إذ تتطلب تحسين الأداء ووضع الضوابط اللازمة لضمان سلامة الجميع، من عمال ومسافرين وبضائع.
ومن أبرز الخطوات التي يجب أن تتخذها الجهات المسؤولة هو ضبط عدد العمال في كل وردية. هذا الأمر يساعد في إدارة عملية النقل بشكل منظم ويضمن تقديم الخدمة بشكل سلس للمسافرين. علاوة على ذلك، من الضروري أن يتم إخضاع العمال لتدريبات مكثفة تتناول كيفية التعامل مع المسافرين والبضائع حسب نوعها وحجمها، بالإضافة إلى معرفتهم بحقوقهم وواجباتهم. فالمسافر يحتاج دائمًا إلى إرشادات واضحة وسريعة أثناء خطوات نقل أمتعته.
خضوع العمال للتدريب المتخصص يُسهم في تعزيز كفاءة الأداء وكسب ثقة المسافرين.
ومن الأمور الهامة أيضًا ضرورة تحديد قيمة مالية موضوعية لنقل الحقائب والامتعة. هذا الأمر يحتاج إلى تشريعات واضحة تُحدد الرسوم المقررة للنقل، بحيث تكون عادلة للطرفين، أي للعمال والمسافرين. انعدام الشفافية في تحديد الأتعاب يُمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم والنزاعات بين الأطراف المعنية مما قد يخلف عواقب وخيمة يصعب تلافيها، مما يؤثر سلبًا على سمعة الميناء والبلد. لذا، فإن وضع معايير محددة وتثقيف العمال والمستخدمين بشأنها يُعد خطوة أساسية نحو تحسين مستوى الخدمات او ضرورةالتحول الرقمي إذ يمكن إدخال أنظمة رقمية لإدارة عمليات النقل، مثل الحجز المسبق للخدمات وتحديد رسوم النقل إلكترونيًا، مما يقلل من العشوائية ويزيد الشفافية و الاستثمار في معدات حديثة ووسائل نقل متطورة داخل الميناء سيسرع من عمليات الشحن والتفريغ، مما يعزز الكفاءة.
و إضافة خدمات لوجستية متكاملة مثل التخزين الذكي والشحن المباشر إلى الموانئ الأخرى سيجعل ميناء سواكن أكثر تنافسية إقليميًا.
علاوة على ذلك، يتعين على العمال ارتداء زي موحد يعكس قيمة حضارية انضباطية ومفاهيم موحدة. فإن المظهر الخارجي يترك انطباعًا قويًا على المسافرين، ويعكس مدى اهتمام الجهات المعنية بجودة الخدمة المقدمة. زي موحد منظم يعزز الشعور بالاحترافية ويُظهر التزام العمال بمبادئ العمل الجماعي والتعاون. كما أن هذا الزي يمكن أن يشتمل على علامات تشير إلى اسم الميناء أو الجهة المسؤولة، مما يسهل التواصل ويعزز الثقة بين العمال والمسافرين.
إن نجاح تنظيم نقل البضائع والامتعة في ميناء سواكن يعتمد على تضافر جهود الجهات المسؤولة.
ويتطلب الأمر تعاونًا فعّالًا بين الإدارات المختلفة، من إدارة الميناء إلى قوات الأمن والشرطة والمراقبة والجمارك، لتحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والفاعلية وحفظ خقوق الآخرين .
مع ضرورة إشراك المسافرون أنفسهم في عمليات التنسيق والتوجيه لضمان توفير تجربة مريحة وآمنة للجميع.
إن تنظيم نقل البضائع في ميناء سواكن يمثل تحديًا كبيرًا أمام الجهات المعنية، ولكنه يُعتبر في الوقت نفسه فرصة لتحسين الخدمات وتعزيز العلاقات بين العمال والمسافرين. من خلال اتخاذ خطوات جادة ومنهجية، يمكن للفرد المسؤول أن يساهم في صناعة صورة إيجابية للميناء ويُحسن من جودة الخدمات المقدمة، مما يُساهم في تعزيز حركة التجارة والنمو الاقتصادي في البلاد.
إسناد خدمات نقل الأمتعة وتشغيل بعض العمليات داخل ميناء سواكن لشركات خاصة متخصصة يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو تحسين الأداء وزيادة الكفاءة. هذا النموذج يُطبق في العديد من الموانئ العالمية حيث تساهم الشركات الخاصة في تقديم خدمات ذات جودة عالية بفضل خبرتها واستثماراتها في التكنولوجيا والبنية التحتية.
من شأنه تحسين جودة الخدمة من خلال إدارة الخدمات اللوجستية بكفاءة، مما يضمن تجربة سلسة للمسافرين والتجار.
كذلك يتيح التعاقد مع شركات متخصصة وضع أسعار ثابتة وشفافة، مما يقلل من الفوضى والممارسات غير العادلة في تحصيل رسوم نقل الأمتعة. والاستثمار في تقنيات جديدة، مثل أنظمة النقل الآلي، التي تُسرع عمليات التحميل والتفريغ، مما يقلل من أوقات الانتظار ويحسن الإنتاجية.
لتحقيق أفضل النتائج، يمكن تطبيق نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بحيث تظل الحكومة مسؤولة عن التنظيم والرقابة، بينما تقوم الشركات الخاصة بتشغيل وإدارة الخدمات وفق اتفاقيات محددة تضمن تحقيق المصالح المشتركة.
