
ثنائية إستثنائية ما انفكت عن بعضها البعض مهنية وإنسانية لازمت وصاحبت أداء رسالة الشرطة الفتية على مدى تاريخها الحافل بالبذل والعطاء بتضحية وفدائية خدمة للشعب أمنا وسلاما وتقديرا وإحتراما فلم تتخاذل قوات الشرطة عن صنائع المعروف وإغاثة الملهوف ولم تتخلف عن ركب الإنفاق والإحسان وإعانة المحتاجين منذ إندلاع التمرد البغيض اللعين ويتجلى هذا الأمر بيانا وعيانا بتوالى المواقف وتعدد المبادرات فى تقديم يد العون والمساعدة لأعزة القوم وأكرمهم من النازحين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق وأكرهوا على هجرة أوطانهم تاركين ممتلكاتهم ومقتنياتهم وحصاد أعمارهم وراء ظهورهم فهامت على وجوههم وتاهت قلوبهم فى دروب التشرد ومسالك المجهول على خلفية الهجمات البربرية التترية الوحشية التى شنتها عليهم مليشيا ومرتزقة الهدم المريع بولاية سنار بمدن سنجة والدندر فبعد أن كانت هذه المناطق أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان بإذن ربها أذاقتها هذه المليشيا صنوف الذل والعذاب وألبستها لباس الجوع والخوف فغادروا الأوطان والديار هجرة فى أرض الله الواسعة طلبا للأمن والسعة فإن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فقد وسعتهم قلوب وصدور إخوة لهم كانوا لهم كالأنصار الذين إقتسموا معهم المسكن والملبس والطعام والشراب وتلقوهم بالبشر الترحاب وناصروهم وأزروهم وبسطوا لهم بساط الود والوصل فتمثلت مواقفهم أروع المواقف وأشرفها فى حب الخير للغير بالإيثار على الأنفس والبنين والأهل ولو كان بهم خصاصة من عسر فاقة أو جوع مخمصة*
*ولم تكن شرطة ولاية القضارف بإداراتها المختلفة بمنأى ومعزل عن هذا الحراك الإجتماعى الواسع الكبير الذى انتظم عموم ولاية قضارف ود سعد وقدح ود زايد قضارف الخير التى تخرج أكلها وثمراتها كل حين بإذن ربها ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكان من ضمن ذلك أن جاءت مبادرة شرطة ولاية القضارف إدارة الخدمات الإجتماعية برعاية السيد مدير شرطة الولاية اللواء شرطة عصام الدين محجوب محمد أحمد وإشراف العقيد شرطة حسين دفع الله متسقة مع الأوضاع التى يعيشها النازحون كما أنها جاءت متواثقة وسابقة وسباقة لفعل الخيرات مؤكدة فى ذات الوقت على معانى ومضامين التلاحم وقيم التراحم وركائز التعاون على البر والتقوى وذلك من خلال إعداد وتجهيز وجبات متكاملة استهدفت مناطق ومراكز إيواء النازحين بمدينة القضارف الأمر الذى وجد الإشادة والإرتياح من قبل المواطنين والنازحين فكانت هذه اللفتة البارعة محل تقدير وإحترام وكشفت عن عرى وثيقة وصلات لصيقة وحبال ود ومحبة ممتدة مع المواطن الكريم لا تخطئها العين إلا من رمد وعلى وقع هذه الخطى وفى دروبها سارت وطافت دوريات شرطة مرور الولاية وهى تجوب الشوارع والطرقات جيئة وذهابا يمنة وشمالا تستقبل النازحين من مدخل المدينة وحتى منتهاها وهى محملة بالوجبات الجاهزة وقوارير المياة سدا للمسغبة بإطعام اليتيم ذا المقربة والمسكين ذا المتربة والنازح ذا المظلمة والمكربة فكان المشهد مهيبا ورهيبا ومؤثرا وأخاذا لأولئك الجنود الذين تقدمهم مدير مرور الولاية العقيد شرطة عبدالغفار حسين والجميع يتسابق ويتدافع لتقديم الطعام والشراب من غير من ولا أذى نسأل الله لهم القبول فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة وكان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه*
*ولا شك أن قيام مثل المبادرات والمساهمات إنما يعزز من معانى خدمة الشرطة للشعب ويؤكد على أن الشرطة هى من رحم وصلب هذا المجتمع لاتنفصل عنه وأنها ستظل سندا وعضدا ودعما للمواطن فى كل الظروف والأحوال فرغما عن أثار عملية النزوح وإفرازاتها على الأوضاع الأمنية إلا أن ذلك ضاعف من جهود شرطة الولاية ولم ينسيها واجباتها ولم يخصم من أدائها فى تقديم الخدمات الأمنية والمعاملاتية التى ظلت تضطلع بها بإدارتها العامة والمتخصصة تحقيقا لتطلعات المواطن الكريم وتلبية لطموحه فى تحقيق الأمن والإستقرار وإشاعة الطمأنينه والتمتع بأفضل المعاملات الخدمية بكل سهولة ويسر ويضاف لذلك هذه المبادرات التى أنتظمت وإنطلقت وعمت أرجاء المدينةولفتت انتباها وأولت إهتماما بالنواحى الإجتماعية والجوانب الإنسانية التى تستهدف النازحين والوافدين للولاية فى أعقاب الهجوم الغاشم والغادر من مليشيا ومرتزقة الهدم المريع والدهم والنهب السريع على ولاية سنار وما تلى ذلك من إشتداد معارك العزة والكرامة التى تخوضها القوات المسلحة والقوات النظامية المساندة لها دحرا للمرتزقة والماجورين على حدود الولاية مع ولايتى الجزيرة وسنار فلم يمنع شرطة الولاية حابس التحوط والإحتراز من هاجس الإحساس بمعاناة المواطن والسعى لتخفيفها ولا هاجس ذلك من حابسه كما لم تمعنها مهنيتها من إنسانيتها فى مساندة الضعفاء والمحتاجين ممن تفرقت بهم طرق ومسالك النزوح وتقطعت بهم سبل التشرد والهجرة ولم تخصم إنسانيتها من مهنيتها فى الإضطلاع بواجباتها والقيام بمهامها فى بسط هيبة الدولة وإنفاذ القانون العزة والشموخ لسوداننا الحبيب والنصر والسيادة والريادة لقواتنا المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها فى معارك الكرامة جيش واحد شعب واحد ولا نامت أعين الجبناء والعملاء*