البرهان صاحب شخصية ديناميكية ولا يظهر مواقف متصلبة عادة، ولذلك لم يتعرض للإمارات، طوال أشهر الحرب، بلهجة عدائية، ترك الأمر لمساعده الفريق ياسر العطا، وإلى وزارة الخارجية، ولذلك كانت هذه الخطوة متوقعة، وهو الأقرب حاليًا لأن يكون رجل أمريكا في السودان، أو منذ اليوم الأول لظهوره في ميدان القيادة، لأنه بلقاء نتنياهو في عنتيبي وتصفير العداد مع تل أبيب مشى نحوهم خطوات، عطفاً على ذلك فهو يمتلك العديد من الكروت التي يناور بها، مثل القاعدة الروسية، وملف إيران، لكنه حصرها في أضيق نطاق، وفي النهاية القضية ترتبط بالمصالح، هى التي تحكم طبيعة العلاقات الدولية، وكل شيء متوقع، ولعل الملاحظة الجديرة بالأخذ أن الخبر المكتوب بعناية في الوكالة الإماراتية لم يصف البرهان بقائد الجيش وإنما ذكر صفته الكاملة وهى رئيس مجلس السيادة، وهذا يعني إعترافهم به كرئيس للسودان، بخلاف مواقف من يكفلونهم .. عموماً كلها مؤشرات لنهاية الحرب، سبق وأن أظهرتها رأس جبل الجليد زيارة آبي أحمد المفاجئة لبورتسودان، وتوقف العمليات العسكرية، وجولات التفاوض في جنيفا، ولقاءات جوبا، ويبدو أن أمريكا أيضًا تريد تهدئة جبهة السودان قبل الجولة الانتخابية المرتقبة بين بايدن وترامب.
عزمي عبد الرازق
